للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٨٤٤ - وفي يوم السَّبْت مُنْتصف شَهْر رَمَضان تُوفِّي الفقيهُ الفاضلُ بُرهان الدِّين إبراهيمُ (١) بن محمد المِصْريُّ، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.

وكانَ شابًّا لم يُكْمل الثُّلاثين، وذكرَ أنَّهُ حفظ "الوَسِيط" وأنه عرضَ نحو النِّصْف منه، وحفظ في آخر عُمُره "الأربعين" للرّازي، وكانَ كثير التَّكرار، مُلازمًا للنَّسْخ والاستنساخ، وأقامَ بالمَدْرسة الظّاهرية بدمشق مدّة.

• - وفي أول رَمَضان قَدِمَ إلى بغدادَ قراسُنْقُر المَنْصوريّ ومعه زوجتُه الخاتون بنت أبغا ملكُ التَّتار، فأقامَ ببغداد ثلاثة أشهر ونِصْف إلى أواخر السَّنة، وانصرفَ إلى خدمةِ خَرْبَندا، وكانت عَزِيمته أن يغار على أطرافِ البلاد، فلم يُؤذَن له في ذلك ووَثَب عليه رجلٌ من الفِداوية في ذي القَعْدة، فلم يَصِل إليه، وقُتلَ الفِداويُّ (٢).

• - ولمّا بلغَ الأمير حُمَيضة بن أبي نُمَيّ وُصولُ العَسْكر مع أخيه وأنهم قاربوا مكة نزحَ قبلَ وصولهم بستة أيام وأخذَ المال النَّقْد والبَزّ وهو مئة حِمْل، وأحرقَ الباقي في الحِصْن الذي له بالجديد (٣)، وبينَ مكّة وبينه ثلاثة أيام، وقَطَع ألفَي نَخْلة. وكان مَرضَ قبل ذلك في شَعْبان وتغيَّر سمعُه، وحضرَ إلى البيت الحَرام وتابَ، وذُكِرَ عنه أنه ما يتعرَّض لأذَى المُجاورين ولكن للتُّجّار وغيرهم.

وكانَ وصول العَسْكر إلى مكّة يوم السَّبْت مُنْتصف رَمَضان وأقاموا بها ثلاثة عَشَر يومًا، ثم تَوَجَّهوا إلى الخُلَيف (٤)، وهو حِصْن بينه وبين مكّة ستة أيام، والتجأ حُمَيضة إلى صاحِبِه، وصاهرَهُ لعلّه يَحْتَمِي به، فواقَعَ العَسْكر حُمَيْضة


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٢) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١١٢.
(٣) معجم البلدان ٢/ ١١٥.
(٤) معجم البلدان ٢/ ٣٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>