إبراهيم الطَّبَريُّ المَحْتِد، المكيُّ الشّافعيُّ، بمكةَ. شَرَّفها الله تعالى، ودُفِنَ بالمَعْلى، وحضرَهُ خلقٌ كثير.
ومولدُه تقريبًا في أواخر سنة ثلاثٍ وثلاثين وست مئة، أو أول سنة أربع وثلاثين بمكة.
وكان رَجُلًا مُباركًا، وأضرّ مدّةَ سنين، ثم رَدَّ الله عليه بصرَهُ.
سَمِعَ "صحيحَ البُخاري" بكماله من عبد الرَّحمن بن أبي حَرَمي المكيّ، بسماعه من عليّ بن عَمّار الطرابُلُسيِّ، بسَماعه من أبي مَكْتوم بن أبي ذَرّ الهَرَويّ، بسماعه من والده عن شيوخه الثلاثة (١)، وسَمِعَ من شُعيب الزَّعْفَرانيّ ومن ابن الجُمَّيْزي، والمُرْسيّ، وجماعة.
قرأتُ عليه بمكة "جُزء القزاز"، وبعض "جزء مُطيّن"، وبعَرَفة المشرَّفة "منتقى من الثقفيات" فيه سبعة وأربعون حديثًا، وبمِنَى الجزء الثاني من "حديث سَعْدان بن نَصْر"، و"منتقى من الثقفيّات" فيه عشرة أحاديث، و"مسلسلات أبي بكر بن شاذان".
وكان سمِعَ من ابن الجُمَّيْزي "الثقفيّات العَشرة"، و"المحامليّات الثلاثة"، و"جزء سُفيان"، والسابع من "حديث ابن السَّمّاك"، والرابع من "الإغراب" للنَّسائي، و"فوائد العِراقيِّين" للنقاش، و"الثمانين الآجُريّة"، و"المسلسلات" للطُّرَيْثِيثيّ، و"اختلاف الحديث" للشافعيّ، خمسة أجزاء، الأول من "جامع عبد الرزاق"، والأول من "غرائب مالك" لدَعْلَج، وغير ذلك.
وهو أخو الشَّيخ رضيّ الدِّين إبراهيم إمام المقام الشَّريف، نفع الله ببركته.
(١) شيوخه الثلاثة هم الرواة عن الفربري الراوي عن البخاري، وهم: الكشميهني، والمُستملي، وابن حَمُّوْية.