للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بإذن نائب السَّلْطنة، وقُرِأ بعد صلاة الجُمُعة على المنبر تقليدُهُ بحضور القُضاة والأكابر، وأُلبس عَقِيب القِراءة خِلْعةً، ورُسِم له بالاستمرار في وظيفتِه: الإمامة والخَطابة، فعاد وصلّى العَصْرَ والمغربَ، وأحضرَ الشَّيخَ تَقِيّ الدِّين الجَزَريّ المعروف بالمقصّاتيّ واستنابه على عادته، وقَرَّر له ستين دِرْهمًا في الشَّهْر، فباشرَ شَهْرًا، ثم ترك، واستنابَ بعدَهُ الشَّيخ موسى الشَّروانيّ المُقْرئ.

واستمرَّ ابنُ الحدّاد في الخَطابة اثنين وأربعين يومًا. ثم أعيدَ الخَطيبُ جلالُ الدِّين القَزْوينيّ بمرسوم السُّلْطان، فباشرَ صلاة الظُّهر يوم الخَمِيس ثاني عَشَر مُحَرَّم من السنة الآتية (١).

٣٢٩٢ - وفي ليلة الأحد الخامس والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّيت أمُّ مُحمد زَيْنبُ (٢) بنتُ مُظَفَّر بن أحمد الأدَميُّ الدِّمشقيُّ، زوجة المُحبّ عبد الله المُحدِّث المَقْدسيّ، أمُّ وَلَديه: المُحبّ مُحمد والشَّيخ أحمد، ودُفِنَت من الغد بالقُرب من تُربة الشَّيخ موفَّق الدِّين.

وكانت امرأةً صالحةً، رَوَت عن خطيب مَرْدا، واليَلْدانيِّ، وغيرِهما. وكانت تَكْتب، وقابلت "صحيح البخاري"، مع زَوْجها المُحبّ المَذْكور.

ومولدُها في سنة ستّ وثلاثين وست مئة بدمشق.

• - وفي آخر ذي القَعْدة بَلَغَنا أنّ خَرْبَنْدا ملكَ التَّتار أظهر الرَّفْضَ في مملكته، وأمر خُطباء بلادِه بإسقاط أسماء الخُلفاء الرّاشدين الثلاثة من الخُطَب، والاقتصار على عليٍّ وولديه وأهلِ البَيت - رضي الله عنهم -، وأنَّ خطيب بابَ الأزَجّ (٣)


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ٧٨.
(٢) ترجمتها في: معجم شيوخ الذهبي ١/ ٢٥٧.
(٣) باب الأزج هي المعروفة اليوم بباب الشيخ، من محال بغداد المشهورة، والشيخ هو الإمام الرباني عبد القادر بن أبي صالح الكيلاني الحنبلي، دفينها.

<<  <  ج: ص:  >  >>