٣٢٠٤ - وفي ليلة الاثنين رابع شَوّال تُوفِّي بالقاهرة الشَّيخُ المُسنِدُ الأصيلُ جمالُ الدِّين إبراهيمُ (١) ابنُ شَيْخِنا شِهاب الدِّين عليّ ابن مَجْدِ الدِّين مُحمد ابنِ شَمْس الدِّين أحمد ابنِ مُسْنِد الشّام أبي يَعْلَى حمزة، ابنُ الحُبُوبيِّ، الثَّعْلَبيُّ الدِّمشقيُّ، ودُفِنَ من الغد بمقبَرة باب النَّصْر.
ومولدُه في شَعْبان سنة ست وعِشْرين وست مئة.
وكانَ رَوَى "مُسنَد الدّارميّ"، و"مُسنَد عَبْد بن حُمَيد"، و"المئة الشُّرَيْحية"، عن ابن اللَّتِّيّ، وله إجازات من البلاد، من دمشق، وديار مِصْر، وبَغْداد، وأصبهان، وحَدَّثَ بالشّام، والقاهرة، وأخذَ عنه الطَّلبةُ. ورَوَى بالإجازة عن مَحْمود بن مَنْدَة، ومُحمد بن عبد الواحد المَدِيني، وجَماعة، رحمه الله تعالى.
• - وخَرجَ السُّلطانُ الملكُ النّاصرُ من القاهرة في السّادس والعِشْرين من رَمَضان قاصدًا الحَجَّ، وخَرَجَ الأمراءُ لتوديعه، فردَّهُم. ومَرَّ بغزّة، ووَصلَ إلى الكَرَك في يوم الاثنين الرّابع من شَوّال، وأمرَ النائب بها جمالَ الدِّين آقوش بالتَّوجّه إلى القاهرة، وكذلك أمرَ جَماعة من الأُمراء كانوا خَرَجوا في صُحْبته بالرُّجوع.
ولمّا دَخلَ قَلْعة الكَرَك انكسَرَ الجَسْر وسَلِمَ هو ومَن دَخلَ قبله، ووَقعَ من الجَسْر إلى الوادي نحو خَمْسين من خواصّه، وماتَ منهم أربعة وجُرِحَ أكثرُهم. وكانَ يومًا مؤلمًا. وعَمِلَ نائبُ الكَرَك ضيافةً لقُدوم السُّلطان أنفقَ فيها نحوًا من أربعة عَشَر ألف دِرْهم، فتلفت ولم يَحْصل منها المَقْصود. ثم ظَهَرَ للسُّلْطان أنَّ هذا الذي وقعَ لم يَقْصده أحد، وبَقِيَ النّائب خَجِلًا، فطيّب قَلْبَهُ وأكلَ طعامَهُ، وبَقِيَ ثلاثة أيام، وبعدها أظهرَ للنّائب ما في خاطِره من الإقامة بالكَرَك، وخَلَعَ عليه خِلْعة قيمتها سبعة آلاف دِرْهم، وسافرَ النّائب بأمرِه.
(١) ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي ١/ ١٤٥، وتذكرة الحفاظ ١/ ١٨٤، وذيل سير أعلام النبلاء، ص ٧٩، وذيل التقييد ١/ ٤٣٣، والمقفى الكبير ١/ ١٢٦، والدرر الكامنة ١/ ٥٠.