للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَعْروفًا. وسافرَ هو وخَدَم الشَّيخ سَرتُق القَرْميّ وتتلمذَ له، وهو الذي سَمّاه بهذا الاسم، فإنه أكل من قَيْئه، فقال له: أنت بَرقي (١).

وبَرق بالقَفْجاقيّة: الكَلْب. ظهرَ أمرُه من نحو عَشْر سنين، وماتَ شَيْخه من نحو خَمْس عَشْرة سنة. ودخلَ على غازان ملك التَّتار وحصلَ له منه كَرامة، فإنه سَلّط عليه نمِرًا ليؤذِيه، فصاحَ فيه فانهزم النِّمر، فصارَ له عنده بذلك مَكانة. وأعطاهُ مرّةً ثلاثين ألفًا ففرّقها في يوم واحد.

وممّا يُثْنَى عليه به أنه هو وجماعتُه يُلازمون الصَّلاة، ومن فاتته صَلاةٌ في وقتها ضُرِبَ أربعين سَوْطًا. ولهم ذِكْر بينَ العِشاءين. وكَرَمُهُ زائدٌ. وأما ما يَفْعَلُه من حَلْق اللِّحية ولِبْس القُبُع الذي هو على خِلاف العادة فهو يُجِيب عن ذلك يقول: إنما قَصَدتُ أنه لا تَبْقى لي حُرْمة عندَ النّاس فأنا مَسْخَرة الفُقراء وما شاكلَ ذلك. وأُنكر عليه غَيْر مرة في بلاد مُتعدّدة، فتارةً يحتجّ بالقَلَنْدَرية ويُهوّن هذا الأمر ويقول: الظاهر لا اعتبارَ به، إنما المَقْصود إصلاحُ الباطن.

وأما شَيْخُه سَرْتُق المَذْكور فلم يَكُن يَفْعل شيئًا من ذلك (٢).

٣٠٠٠ - وفي الثاني والعِشْرين من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ علاءُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ (٣) بنُ بَلَبَان بن عبد الله، عَتِيق ابن الجَوْزيّ بالقاهرة، ودُفِنَ بالقَرَافة.

وكانَ رَجُلًا جيِّدًا من أهل الأمانة والمَعْرفة. سَمِعَ من ابن عبد الدّائم. ورَوَى لنا عنه. وتَوجَّه إلى القاهرة في حاجةٍ فأدركَهُ أجَلُه هناكَ.

ومولدُه سنة أربع وخمسين وست مئة بدمشق.

وهو أخو الشَّيخ نَجْم الدِّين عُمر.


(١) الضبط من الأصل.
(٢) الخبر في: ذيل العبر، ص ٣٤، والبداية والنهاية ١٦/ ٥٠.
(٣) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>