٢٩٦٨ - وفي عَشِيَة الأربعاء التّاسع عَشَر من شَوّال تُوفِّي خطيبُ دمشقَ الشَّيخُ الإمامُ العالمُ المُقْرئ النَّحويُّ الخطيبُ المُحدِّثُ بقيّة السَّلَف شَرَفُ الدِّين أبو العبّاس أحمدُ (١) بنُ إبراهيم بن سِباع بن ضياء الفَزَاريُّ، بدار الخَطابة بالجامع، وصُلِّي عليه في أوائل النَّهار وَقْت الضُّحَى يوم الخَمِيس على باب دار الخَطابة، وخُرِجَ بنعشه من باب الفَرَج، وصُلِّي عليه مرّة ثانية بسُوق الخَيْل، صَلَّى عليه نائبُ السَّلْطنة والأُمراءُ، وحُمِلَ إلى مقابر باب الصَّغير، فدُفِنَ عندَ والده وأخيه، رحمهم الله تعالى. وكانَ الجَمْع وافرًا.
وأقرأ النّاسَ القراءات والنَّحو مدّةً طويلةً، وسَمِعَ من السَّخاويِّ، والقُرْطُبيِّ، وابنِ الصَّلاح، وإبراهيم ابن الخُشُوعيّ، وعَتِيق السَّلْمانيّ، وعُمر ابن البَرَاذِعيّ، وجَماعة.
ثم إنّه طَلَبَ الحَديث بنفسه، وقرأ الكثيرَ من الكُتُب والأجزاء على ابن عبد الدّائم، وشَيْخ الشُّيوخ شَرَف الدِّين عبد العزيز الأنصاريّ، وزَيْن الدِّين خالد، وابن أبي اليُسْر، وجَماعة.
كانَ شَيْخ النَّحو بالنّاصريّة، وشَيْخ الإقراء بالتُّربة العادليّة، وإمامًا بالمَدْرسة العادليّة، ثم وَلِيَ مَشْيخة الرِّباط النّاصريّ بسَفْح قاسيون، وأقامَ به مدّة، ثم وَلِيَ خطابة جامع جَرّاح، ثم انتقلَ إلى خطابة دمشق.