للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وطَلَبوا أن يُسَلم إليهم حالهم، وأنَّ الشَّيخَ تَقِيَّ الدِّين لا يُعارضهم ولا يُنْكِر عليهم، وأرادُوا أن يُظهروا شيئًا مما يَفْعلونَه، فانتدبَ لهم الشَّيخ، وتكلَّم باتباع الشَّريعة، وأنَّهُ لا يَسَع أحدٌ الخروج عنها بقولٍ ولا فِعْل، وذكرَ أنَّ لهم حِيَلًا يَتَحَيّلونَ بها في دُخول النّار وإخراج الزّبدة من الحُلُوق. وقال لهم: مَن أرادَ دخولَ النّار فليغسِل جَسَدهُ في الحَمّام، ثم يدلكه بالخَلّ، ثم يَدْخل، ولو دَخل لا يلتفت إلى ذلك، بل هو نوعٌ من فعل الدّجّال عندنا. وكانوا جَمْعًا كبيرًا.

وقال الشَّيخُ صالح شَيْخ المُنَيْبع: نحنُ أحوالنا تَنْفق عندَ التَّتار ما تنفق قُدّام الشَّرع. وانفصلَ المَجْلس على أنَّهم يَخْلَعون الأطواقَ الحديد، وعلى أنَّ مَن خرجَ عن الكِتاب والسُّنّة ضُرِبَت رقبتُه، وحَفِظ هذه الكلمة الحاضرون من الأمراء والأكابر وأعيان الدَّولة.

وكَتَب الشَّيخ عَقِيب هذه الواقعة جُزءًا في حال الأحْمَدية ومَبْدئِهم وأصل طريقتِهم، وذكرَ شَيْخَهم وما في طريقتهم من الخَيْر والشَّرِّ، وأوضحَ الأمرَ في ذلك (١).

٢٩٤٨ - وفي العَشْر الأُوَل من جُمادى الأولى بَلَغَنا أنَّ القاضي شَمْس الدِّين مُحمد (٢) بن مُحمد بن بَهْرام الشّافعيَّ، المَعْروف بالدِّمشقيّ، تُوفِّي بحَلَب. ووَلِيَ الخطابة عِوَضه بَدْر الدِّين ابن الحدّاد، وكانَ شيْخًا عالمًا من أصحاب


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٠٠، وذيل العبر، ص ٣٠، والبداية رالنهاية ١٦/ ٤٢ - ٤٣، وعقد الجمان (حوادث سنة ٧٠٥ هـ).
(٢) ترجمته في: ذيل العبر، ص ٣١، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٨٠، وأعيان العصر ٥/ ١١٠، والوافي بالوفيات ١/ ٢٠٩، ومرآة الجنان ٤/ ١٨٠، وغاية النهاية ٢/ ٢٣٩، والسلوك ٢/ ٤٠٣، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢/ ٢٣٤، والدرر الكامنة ٥/ ٤٣٥، والنجوم الزاهرة ٨/ ٢٢٠، وشذرات الذهب ٨/ ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>