للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ذَكَرُوا أنه وَصَل يكشف هل أحاط العدوّ بالبَلَدِ. وكان القياس يقتَضِي ذلك لولا رَحْمة الله تعالى وعَطْفه ولُطْفِه سُبحانه وتعالى، فإنّهُ لم يَبْق بيننا وبينهم حاجز، فإنهم كانوا على المُعَيْصِرة، وقد ذهبَ الجيش وتَقَدَّم عن البَلَد إلى شَقْحَب، وذهبَ اليَزَك ولَحِق بالجَيْش، فكانَ ممّن وصلَ منه الأمير سَيْفُ الدِّين سَمز، فمرَّ بالبلد وحَذَّرَ النّاسَ، وأمرَ متولِّي القَلْعة لشَمْس الدِّين الخَطِيري أن يتكلَّم في أمر الولاية، ولابن النُّخَيْليّ في الحِسْبة. وأمسَى النّاسُ عَشِيّة هذا اليوم الشديد وعندهم سُكون يَسِير بسبب ما أخبرَهُم المَرقبيّ. ومع هذا فالقُلُوب واجفة.

وكانَ نُودِيَ في البَلَد بتطييب الخَواطر، وأنَّ السُّلطان واصل، ونائبه قَبْجَق، ثم ذُكِر أنَّ هذه النِّيابة لا حقيقةَ لها، وحصلَ التَّعجّب من الإقدام على ذلك (١).

٢٧٣٤ - وممّن ماتَ في شَعْبان علاءُ الدِّين عليُّ (٢) ابنُ الأصيل عَبّاس بن نَبْهان الإرْبِليُّ، في ليلة الجُمُعة الثالث والعِشْرين منه، ودُفِنَ يوم الجُمُعة بالجَبَل.

٢٧٣٥ - وعَفِيفُ الدِّين أحمدُ (٣) بنُ عليّ بن أحمد بن عَقِيل الأعناكيُّ، في ليلة الأربعاء ثامن عِشْري الشَّهْر المَذْكور، ودُفِنَ بالجَبَل أيضًا.

• - وأمسَى النّاسُ في ذلك اليوم الشَّديد يوم الخَمِيس سَلْخ شَعْبان. وكانت السَّماء مُغَيّمة، فحَضَرَ مَن شَهِدَ بالرُّؤية، فثبتَ عند قاضي القُضاة


(١) وقعة شقحب التي انتصر فيها المسلمون بفضل الله سبحانه ثم بجهاد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى استوعبتها التواريخ التي تناولت هذه المدة، وقلما تجاوزها أحد فينظر مثلًا: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٦ - ٥٨، والبداية والنهاية ١٦/ ٢٢ - ٢٧، والنجوم الزاهرة ٨/ ١٥٨ - ١٦٨ وغيرها.
(٢) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٣) كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>