للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النّاسُ، أمّا إذا خَذَلُوه فلا حِيْلة له، وأنَّ النّاسَ بدمشقَ قد صاروا طُعمةً للعَدوّ، فإنّه قد قارَب الوصولَ إليهم، وذكروا أنَّ غازان يركبُ من مُخيَّمِه ظاهر حَلَب في عاشر جُمادى الأولى قاصدًا دمشق (١).

• - ودخلَ القَلْعة في هذا اليوم خَلْقٌ كثيرٌ من النّاسِ ومن الأطْعِمة والحَوائج والآلات، وصارت الأحمالُ تَدْخل إليها على الدَّوابّ ولا يُردّ أحدٌ، وضاقَت بالنّاس المَنازل بها، بحيث رضي النّاسُ أن يقعدوا جُلُوسًا في مكانٍ لا يستطيعون فيه النوم، وتعذّرت عليهم المَرافق والوُصول إليها، وكانوا في شدّةٍ شديدة (٢).

• - وأصبحَ يوم الأحد عاشر جُمادى الأولى نُودِي بُكْرة النَّهار كما نُودِيَ بالأمس أنّ من قصْدُه الجهادَ يتهيّأ له، ومَن هو عاجزٌ عن ذلك فلْيُسافِر من البَلَد وينجو بنفسه وأهله. واستمرَّ النّاسُ في الخُروج من دمشق، وبعضُ مَن دخلَ القَلْعة اشتدَّ عليه الأمر، فأخرجَ أهلَهُ وسافرَ بهم، ورأى أنّ السفر فيه من النَّجاة والرّاحة ما ليسَ في القَلْعة (٣).

٢٥١٦ - وماتَ في يوم الاثنين الرابع من جُمادى الأولى الشَّيخُ حَسَن (٤) الكُرْديُّ، داخل باب الصَّغير، وصُلِّي عليه بجامع جَرّاح، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.

وكانَ شيخًا مُعَمّرًا جاوزَ المئة، صالحًا، مُتَعَبِّدًا، له كراماتٌ وأحوال وأخبار، وكان مُقيمًا بالشّاغُور بحاكورةٍ له في بُسْتان، وكانَ يَزْرع بها القُنَّبِيط


(١) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٧١٨، والبداية والنهاية ١٥/ ٦٣٥.
(٢) الخبر في المصدرين السابقين.
(٣) كذلك.
(٤) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٩٥٠، وأعيان العصر ٢/ ٢٥٧، والوافي بالوفيات ٢/ ٣١٣، والبداية والنهاية ١/ ٦٣٦، والمنهل الصافي ٥/ ١٤٦، والدليل الشافي ١/ ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>