وكان شيخًا مُسنِدًا؛ سَمِعَ من زين الأُمَناء ابن عساكر، والحُسين بن صَصْرَى، وأبي المَجْد القَزْوينيِّ، وعزّ الدِّين ابن الأثير، ومُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وابن صَبّاح، وابن الزَّبِيدي، وابن اللَّتِّي، وفخر الدِّين ابن الشَّيْرَجيّ، وأبي نصر ابن الشِّيرازيّ.
وأجازَ له أبو رَوْح عبد المُعِزّ الهَرَويّ، والمؤيّد الطُّوسي، وزينب الشَّعْرية، والقاسم ابن الصَّفّار، وعبد الرحيم ابن السَّمْعاني، وجماعة.
ومولدُه بدمشق في سنة أربع عشرة وست مئة.
قرأتُ عليه "صحيح مُسلم"، والزُّهد" للبَيْهقي، و"مُسنَد أبي يَعْلَى المَوْصلي"، و"موطأ أبي مُصْعبَ"، و"مُسنَد السَّرّاج" أربعة عَشَر جُزءًا، و"مشيخة ابن السَّمعاني"، سبعة عَشَر جزءًا، وأكثر من مئة وعشرين جزءًا، وسمعتُ عليه أكثر "تَفْسير البَغوي" من قوله تعالى في سورة النساء: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ}[النساء: ١٤٨]، إلى آخر التفسير، وأحضرتُ ابني مُحمدًا عليه "صحيحَ مسلم" و"موطأ أبي مُصْعَبَ"، ونحوًا من خمسين جزءًا.
٢٢٩٩ - وقُتِلَ الشَّيخُ مُحمدُ (١) بنُ سُليمان بن داود الجَزَري المُقرئ، بالرِّباط النّاصريّ، بالقُرب من الرِّباط، وبقي أيامًا، ودُفِنَ يوم الخَمِيس الخامس والعِشْرين من جُمادى الأولى بسَفْح قاسيون، رحمه الله تعالى.
وكانَ رجُلًا صالحًا، خيِّرًا، مُكْثِرًا من سَمَاع الحديث، وحَصَّل أجزاء كثيرة واحترقت بالنّاصرية.
٢٣٠٠ - وفي يوم السَّبْت السابع والعِشْرين من جُمادى الأولى تُوفِّي