للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والأماكن التي لم يَصِل إليها الحريق، فنُهبت ونُقِضت أخشابُها، وقُلِعَ ما فيها من الرُّخام وأُخِذ ما فيها من الأثاث والكُتُب وبيع بأقلّ الأثمان، وبقيت تلك الأماكن موحشة لا يَجْسُر أحدٌ أن يَمرّ بها، وانتقلَ النّاسُ مما قارَبَها خَوْفًا من وصولِ الأمر إليهم، وكَثُر النَّهْب في البلد، وخافَ النّاس من المَشْي فيه. وكان الشخص إذا احتاجَ إلى الخروج لضرورة خرج مُسْرعًا خائفًا وَجِلًا في ثيابٍ رثّة، وكان الجامع يُغلَق من بين العشاءين، ومن تأخّر فيه شُلِّح، وكانَ يُصلِّي العشاء والفَجْر فيه نفرٌ يسيرٌ، وكان التَّتار يبيتونَ فيه بسبب المَجانيق (١).

• - وفي يوم الجُمُعة خامس جُمادى الأولى حضرَ الجُمُعة بالجامع طائفةٌ قليلة، وخافَ النّاسُ من الخُروج من البيوت على أنفسهم وعلى أهلِيهم، والأمرُ في المُصادرة والجِباية من الأسواق على حاله، وطُلِبَ أيضًا من المَدارس مبلغٌ كثير أكثر من مئة ألف، ثم أُطلق بَعْضُه، وغَلَت الأسعار، وقُرئ في هذه الجُمُعة بالجامع مرسوم من ملك التَّتار فيه صيانة الجامع وحِفْظ أوقافه، وأن يُصْرَف في سبيل الحجاز ما كان يؤخذ لخزائن السِّلاح، وأن تُضرب الدَّراهم غير مغشوشة (٢).

واستمرَّ أمرُ التَّتار حول القَلْعة بباب البريد والرَّصيف وإلى الظاهرية، وانقطعت الطريق في هذه النواحي.

• - وفي يوم الجُمُعة ثاني عَشَر جُمادى الأولى أُقيمت الجُمُعة على طائفةٍ قليلة، ورجعَ مَن كان توجّه من التتار إلى غَزّة والسّاحل بعد أن أفْسَدوا وسَبوا.


(١) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٧١١ - ٧١٢.
(٢) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٧١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>