للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ونحنُ نتولَّى إصلاح الأمر، ولكنْ لا بُدّ من إرضاء المُغْل، فإنَّ منهم جماعة لم يحصل لهم شيء إلى الآن. وعادَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّين ومَن معهُ إلى البَلَد ليلة السَّبْت الثاني والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر (١).

• - وفي يوم السَّبْت هذا اشتُهِرَ أنه لا بُدّ من دخُولهم البَلَد والعَيْث فيه والنَّهْب، وخرجَ شيخ المشايخ من العادلية إلى العَسْكر، وأشارَ على النّاس بالخروج من البَلَد. ثم إنه عادَ آخر النَّهار وحضرَ إليه الأعيان وبَذَلُوا فداء البَلَد بالأموال.

• - وفي يوم الأحد الثالث والعشرين من ربيع الآخر أصبحَ النّاسُ في خوفٍ شديد وبردٍ شديد، وأُخِذَ من البَلَد في هذه الأيام أكثر من عَشرة آلاف فَرَس، واشتدَّ في آخر الشَّهْر الطلبُ من النّاس، وقُدِّر عليهم مبلغٌ، ثم أُضعِف، فقُرِّر على أهل الخوّاصين مئة ألف دِرْهم، وكذلك على أهل الرَّمّاحين، وستّون ألفًا على أهل سُوق عليّ، وعلى أكابر البَلَد وأوساط النّاس، ورَسَّم عليهم التَّتار وضُيِّق عليهم، وأُلزموا بالمبيت بالمَشْهد الجديد بجامع دمشق. وكثُر النَّهْب في البَلَد والخَطْف وتَشْليح الثياب.

وفي يوم الجُمُعة الثامن والعِشْرين من شَهْر ربيع الآخر كُسِرت بعض أبواب الدُّور، وصُعِدَ إلى الأسطحة، وأُرعِب النّاسُ، وحَصَلت ضَجّة وقت صلاة الجُمُعة. وجُبِيَ على الرؤوس وعلى الدُّور، واشتدَّ خوفُ النّاس كلّهم بسبب الطلب والجباية (٢).


(١) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٧٠٩، والبداية والنهاية ١٥/ ٦٢٢.
(٢) تنظر: التفاصيل في تاريخ الإسلام ١٥/ ٧١٠ - ٧١١. والبداية والنهاية ١٥/ ٦٢٢ - ٦٢٣ وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>