مُحمد بن سالم بن الحَسَن بن هبة الله بن مَحْفوظ بن صَصْرَى، في بُكْرة يوم الجُمُعة الثامن والعشرين من ذي الحِجّة، بداره بدمشق، وصُلِّي عليه بالجامع عَقِيب الجُمُعة، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون رحمه الله تعالى، وحضرَهُ جمعٌ كبيرٌ، وعُمِلَ عزاؤه بُكْرة السَّبْت بالمدرسة الصّاحبية.
وكانَ مشكورًا في ولايته، طاهرَ اللِّسان، ذا مُروءةٍ وطَهارةِ نَفْسٍ وديانة. وكان تولَّى نظرَ الدِّيوان الكبير، ونظرَ الخِزانة، وغيرَ ذلك من المَناصب، ثم انفصلَ من ذلكَ كُلِّه، وحجَّ وجاورَ بمكةَ، ورجعَ إلى دمشق، ولم يُكمِل السنة بعد ذلك.
رَوَى لنا عن مكي بن عَلّان. وسَمِعَ أيضًا من ابن البُرْهان، وخطيب مَرْدا، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدّائم، والرَّشيد العطّار، والنَّجيب عبد اللطيف، وغيرهم.
ومولدُه في سابع عَشَر أحد الربيعين من سنة أربع وأربعين وست مئة بدمشق.
٢٢٢١ - وتُوفِّي الشَّيخُ الزّاهدُ القُدوةُ عمادُ الدِّين أبو مُحمد عبد الحافظ (١) بن بَدْران بن شِبْل بن طَرْخان المقدسيُّ النابُلُسيُّ، بمدينة نابُلُس في يوم الاثنين الرابع والعِشْرين من ذي الحِجّة، أول النَّهار، ودُفِنَ من يومه آخر النَّهار بتربتِه ظاهر نابُلُس.
وكان شيخَ تلك البلاد، مَقْصودًا، مُعظمًا، مُتَبرَّكًا به.
رَوَى لنا عن الشيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، والبهاءِ عبدِ الرَّحمن، وابن راجِح، وموسى بنِ عبد القادر الجيلي، وأحمد بن الخَضِر بن طاووس، وابن الزَّبِيديّ، وغيرهم.
(١) ترجمته في: تاريخ ابن الجزري ٢/ الورقة ١٤٤ (باريس)، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٨٧٤، ومعجم شيوخ الذهبي ١/ ٣٤٧، والعبر ٥/ ٣٨٨، وأعيان العصر ٣/ ١٨، والوافي بالوفيات ١٨/ ٥٧، وذيل طبقات الحنابلة ٤/ ٣٠٢، وذيل التقييد ٢/ ١٦٦، والنجوم الزاهرة ٨/ ١٨٩، والمقصد الأرشد ٢/ ١٢٥، وشذرات الذهب ٧/ ٧٧٢.