للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وغِرارة الشَّعير إلى مئة، واشتدَّ الأمرُ على الفُقراء والصَّعاليك، وعَسُر عليهم تَحْصيل القُوت.

• - وفي يوم الثُّلاثاء مُنْتَصف شَهْر ربيع الآخِر بَلَغنا أنَّ الشَّيخَ شهابَ الدِّين الحَنْبليَّ مُفَسِّر المنامات تغيَّر عليه أميرُه ألْطبرس ونهبَ دارَهُ وطلبَ ولدَهُ الكبير عبد الرَّحمن فألقَى بنفسه من موضع عال طلبًا للخَلاص من الوقوع في يده، فبقي أيامًا وماتَ، ورُسِمَ له بالسَّفَر إلى الشّام.

• - وفي العَشْر الأوسط من شَهْر ربيع الآخِر ظهرَ بدمشق قَتْلُ جماعةٍ بالليل في الدُّروب، وأكثرهم من الحُرّاس بالدُّروب، في كل ليلة يصبح واحدٌ أو اثنان قد قُتِلا، وجَرَى ذلك في ليالٍ متعدِّدة وأماكنَ متفرقةٍ، ولم تَظْهر سرقة، ولا عُدِمَ لأحدٍ شيء، فاحترزَ الوالي، ووكَّل الناس بالمواضع، وضَيَّق البَلَد بإحداث شرائجَ وأبواب، واجتهدَ غاية الاجتهاد، ولم يظهر من فعل ذلك، واستمرَّ الأمرُ إلى آخرِ الشَّهْر، ثم مُسِكَ شخصٌ اعترف بقتل جماعة من المقتولين. فسُمِّر ثم خُنِقَ وسكنَ الأمرُ، ورجعَ الناسُ إلى عادتهم.

• - وفي يوم الأربعاء السّادس عَشَر من شَهْر ربيع الآخِر وَصلَ من القاهرةِ إلى دمشقَ الصَّدْرُ مَجْدُ الدِّين يوسفُ ابنُ القَباقِبيّ، وقد أُعيدَ إلى مَنْصبِه ومكانتِه، وقصدَهُ النّاسُ للتهنئة بالسَّلامة، والتَّعْزية في ولدِه أمين الدِّين مُحمد، رحمهُ الله.

١٨٢٢ - وفي ليلةِ الجُمُعة ثامن عَشَر شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الفقيهُ الإمامُ العالمُ موفَّقُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الله (١) ابنُ نَجْم الدِّين عبد الرَّحمن ابن القاضي العلّامة نَجْم الدِّين أحمد ابن الشَّيخ شهاب الدِّين مُحمد بن خَلَف بن راجِح المَقْدسيُّ الحَنْبليُّ، بالقاهرة، ودُفِنَ من الغَد بسَفْح المُقَطَّم.


(١) ترجمته في: المختار من تاريخ ابن الجزري، ص ٣٧٨، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٨١٥، والوافي بالوفيات ١٧/ ٢٥١، والمقصد الأرشد ٢/ ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>