وكان شاهدًا بمسجد البَياطِرة، وإمامَ المَسْجد المَذْكور من مدّةٍ طويلة، وانقطعَ في آخر عُمُره، وعجزَ عن الحركة.
سَمِعَ من والدِه، ومن ابن صَبّاح، والقاضي شَمْس الدِّين يحيى بن سَنِيّ الدَّولة، والشِّهاب ابن النَّصُوليّ، وجماعة.
ومَولدُه في ليلة الجُمُعة مُستَهلّ جُمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستِّ مئة بظاهر دمشق.
رَوَى لنا جُزءًا من "الخِلَعِيّات" عن ابن صَبّاح، وهو السادس عَشَر.
• - ووَصلَت أخبارُ الدِّيار المِصْرية باستمرار الغَلاء، وأنَّ الغِرَارة تُساوي هناك أربع مئة وخمسين، وكل خَمْس أواقي بالدِّمشقيّ من الخُبْز بدِرْهم. ونالَ الضَّرَرُ الفُقراء والأغنياء، بَلَغَنا أنَّ بعضَ الناس كان يأتي سِماط بعض الأُمراء ومعه مملوك، فيُمنع مملوكه من الدُّخول خَشْية أن يضيّق على مماليكه في راتِبِهم، وإذا رُفِعَ السِّماط لا يُوجد فيه لُبابة. وفي كل يوم يُعزَّر جماعةٌ على الحمير بسبب بيع لحم الكِلاب والحَمِير (١).
• - وأمّا بدمشقَ فإنَّ غِرارةَ القَمْح وَصلَت إلى مئة وخَمْسين، وبيعَ الخُبْز كل رِطْل ووقيتين بدِرْهم، واللُّحْم بأربعة دراهم.
وأمّا الوباء بالدِّيار المِصْرية فقيل إنه أُحصِيَ مَن مات في هذا الشَّهْر شهر صَفَر، فبلغوا مئة ألف وسبعة وعشرين ألفًا.
• - ووقعَ بدمشقَ في أواخر صَفَر مطرٌ جيِّد آخر يوم من كانون الأول، واستمر أيامًا، ووقعَ الثَّلْج.
• - وفي صَفَر قَدِمَ الشَّيخُ صَدْرُ الدِّين إبراهيمُ ابنُ الشَّيخ سَعْد الدِّين مُحمد بن المؤيَّد بن أبي بكر عبد الله بن عليّ بن مُحمد بن حَمُّوْيَة الجُوَيْنيُّ