للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رَوَى لنا عن السَّخاويِّ، والمُرْسي، والقُرْطُبي، وابن مَسْلَمة، وغيرِهم سَماعًا. وعن الدّاهريِّ، والدِّينَوَريّ، والسُّهرَوَرديّ، وعبد اللطيف ابن الطَّبَريّ، وابن القَطِيعيّ، وغيرهم إجازةً. وكانت له أيضًا إجازةُ الفَتْح بنِ عبد السَّلام، ولم يُعْلَم بذلك حتى مات، وتاريخ الإجازة في أول سنة أربع وعشرين وستِّ مئة.

وولي التَّدْريس بعدّة مدارس، وحَكَمَ بدمشق عَشْر سنين، وخَطبَ بجامع دمشق في آخر عُمُره، ومات وهو خطيب البَلَد، ومدرِّس الغَزّالية، وشيخ دار الحديث النُّورية. ولم يزل يُقرئ بجامع دمشق بحَلقته أنواعًا من العُلوم، وانتهت إليه رئاسةُ الشافعية.

وكان جامعًا لفنون شَتّى من الفقه وأصولِه، والنَّحْو، وكَتَبَ الخَطَّ المَنْسوب وأتقنَهُ، وكان ينظم شعرًا جيِّدًا. وصَنَّف كتابًا في أصول الفقه، وقرأهُ عليه جماعةٌ، وأذِنَ لجماعةٍ من أصحابه في الفَتْوى فأفتوا في حياته.

وكان ثاقبَ الذِّهن، حَسَنَ المُناظرة، متواضعًا، يشتري حاجتَهُ بنفسه في بعض الوَقْت، ويقفُ مع ذي الحاجة، وقُصِدَ بالفتوى وانتشر ذِكْرُه.

١٧٤٦ - وفي ليلة الاثنين الخامس والعِشْرين من شَهْر رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ العالمُ الفاضلُ جمالُ الدِّين أبو العباس أحمدُ (١) بنُ عبدِ الله بن الحُسين بن أبي نَصْر الدِّمشقيُّ الشافعيُّ، المعروف بالمُحَقِّق، وصُلِّي عليه من الغَد بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية عند قبر الحَصِيريّ الحنفيّ.

وكان مدرِّسًا، ومُعيدًا، وطبيبًا، ويكتبُ في الفَتاوى. رَوَى "رسالة القُشَيْري" عن ابن طَلْحة.


(١) ترجمته في: تاريخ ابن الجزري ٢/ الورقة ١٣ (باريس)، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٧٨٥، والعبر ٥/ ٣٨٢، والوافي بالوفيات ٧/ ١٣٦، وعيون التواريخ ٢٣/ ١٨٤، والبداية والنهاية ١٥/ ٥٨٩، وذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد (٨٤)، وشذرات الذهب ٧/ ٧٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>