للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومَولدُه سنة ستِّين وستِّ مئة بظاهرِ حَماة.

وتأسَّفَ النّاسُ لفَقْده، وتركَ أولادًا كَفَلَهُم جَدُّهم المذكور.

وكانَ سَمِعَ بقراءتي أجزاءَ حديث، وكانَ يلازم الشَّيخ جمال الدِّين الباجُرْبَقيّ (١) تَحْت النَّسْر ويقرأ عليه في "التنبيه"، وعنده فَهْمٌ ومعرفة ونَباهة.

١٥٥٨ - وفي ليلة الاثنين الخامس والعشرين من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ محمودُ (٢) الشِّيرازيُّ، المعروف بسابقان بالكَلّاسة، ودُفِنَ من الغد بزاوية القَلَنْدَرِية بمقبَرة باب الصَّغير.

وكان فَقِيرًا مَشْهورًا، له معرفةٌ بالأمراءِ والأكابر، وفيه قوةُ نَفْسٍ، وكان له مَقْصورة بالكَلّاسة، وأوصَى أن يتولَّى غَسْلَهُ وجنازته القَلَنْدَرِيّة (٣)، فحضرُوا كلُّهم إلى الكَلّاسة وغَسَّلُوه وحَمَلُوه على رِقابِهم، ودفنُوه عندهم. وحضرَ الجنازة جماعةٌ من النّاس.

وكان بيننا وبينَهُ معرفةٌ واجتماعٌ بسبب الشَّيخ شَرَف الدِّين النّاسخ (٤)، رحمهما الله تعالى.

• - وحصل للحُجّاج مَشقّة عظيمة بمُعان (٥) بسبب ريح شديد وبرد،


(١) منسوب إلى باجُرْبَق، كورة بين البقعاء ونصيبين (معجم البلدان ١/ ٣١٣)، وهو عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الموصلي الشافعي الآتية ترجمته في وفيات شوال سنة ٦٩٩ هـ.
(٢) ترجمته في: تاريخ ابن الجزري ١/ الورقة ١٠٠ - ١٠١ (باريس)، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٧٤٨، وعيون التواريخ ٢٣/ ١٣٩، والوافي بالوفيات ١٥/ ٧١، والمنهل الصافي ٥/ ٣٧٨، والدليل الشافي ١/ ٣١١.
(٣) فرقة صوفية، وقلندر لفظة فارسية معناها الدرويش الذي نفض يده من الدنيا وزهدت نفسه في زخارفها، ويعرفون بحلق لحاهم ورؤوسهم، وشيخهم محمد الساوجي.
(٤) هو شرف الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عمر الفارسي ثم الدمشق الناسخ شيخ دار الحديث الظاهرية المتوفى سنة ٧٠٢ هـ والآتية ترجمته في هذا الكتاب.
(٥) المحدثون يقيدونها بضم الميم (معجم البلدان ٥/ ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>