للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما نهى عنه الكتاب أو نهت عنه السنة فهو غير داخل في ذلك.

ألا ترى أن رسول الله قال في حديث بريرة "كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط". وما في كتاب الله ﷿ هو ما كان منصوصًا فيه أو ما قاله رسول الله ، ولأنه إنما وجب قبوله بكتاب الله ﷿ إذ يقول فيه ﷿: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧].

وليس كل شرط يشرطه المسلمون يدخل في قول النبي "المسلمون عند شروطهم" لأنه لو كان ذلك كذلك لجاز الشرطان في البيع اللذان قد نهى عنهما النبي ، ولكان هذا الحديث معارضًا لذلك، ولقوله: كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط".

فلما لم يجعل ذلك على هذا المعنى وإنما جعل على خاص من الشروط فقد وقفنا عليها وعرفناها، فأعلمنا رسول الله بقوله: "المسلمون عند شروطهم" أنهم عند تلك الشروط التي قد أجاز لهم اشتراطها حتى لا تجب لمن هي لهم عليه نقضها. وقد روي عن النبي ما قد دل على ذلك أيضًا.

٥٤٥٤ - حدثنا أحمد بن داود قال: ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: ثنا عبد الله بن نافع الصائغ، قال: ثنا كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله قال: