للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الله عنه: واصَباحَ قريش، والله لئن دخل رسول الله مكة عنوةً قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر، أفترى العباس على فضل رأيه وعقله يتوهم أن رسول الله يتعرض قريشًا وهم منه في أمان وصلح وهدنة؟ هذا من المحال الذي لا يجوز كونه ولا ينبغي لذي لب أو لذي عقل أو لذي دين أن يتوهم ذلك عليه.

ثم هذا العباس قد خاطب أبا سفيان بذلك فقال: والله لئن ظفر بك رسول الله ليقتلنك والله إنه لهلاك قريش إن دخل رسول الله مكة عنوةً، فلا

يدفع أبو سفيان قوله ولا يقول له: وما خوفي وخوف قريش من دخول رسول الله مكة ونحن في أمان منه؟، إنما يقصد بدخوله أن ينتصف خزاعة من بني نفاثة دون قريش وسائر أهل مكة، ولم يقل له أبو سفيان: ولم يضرب عنقي؟، إذ قال له العباس: والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك، وأنا في أمان منه.

ثم هذا عمر بن الخطاب يقول لرسول الله ، لما رأى أبا سفيان، يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بلا عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه، ولم ينكر رسول الله ذلك عليه، إذ كان أبو سفيان عنده ليس في أمان من رسول الله ولا في صلح منه، ثم لم يحاج أبو سفيان عمر بذلك ولا حاجه به عمه العباس بل قال له العباس: إني قد أجرته، فلم ينكر رسول الله على عمر ولا على العباس ما كان منهما من القول الذي ذكرنا عنها، فدل ذلك أنه لولا جوار العباس إذا لما منع رسول الله عمر فيما أراد من قتل أبي سفيان، فأي خروج من