للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وسلم صلى يوما وانصرف، وقد بقيت من الصلاة ركعة، فأدركه رجل فقال: بقيت من الصلاة ركعة، فرجع إلى المسجد فأمر بلالا فأقام الصلاة، فصلى للناس ركعة. فأخبرت بذلك الناس، فقالوا: أتعرف الرجل؟ قلت: لا إلا أن أراه، فمر بي فقلت: هو هذا، فقالوا: هذا طلحة بن عبيد الله (١).

قال أبو جعفر: ففي هذا الحديث أن رسول الله أمر بلالا فأذن وأقام الصلاة، ثم صلى ما كان ترك من صلاته. ولم يكن أمر بلالا بالأذان والإقامة قاطعا لصلاته، ولم يكن أيضا ما كان من بلال من أذانه وإقامته قاطعا لصلاته. وقد أجمعوا أن فاعلا لو فعل هذا الآن وهو في الصلاة كان به قاطعا للصلاة، فدل ذلك أن جميع ما كان من رسول الله في صلاته، في حديث معاوية بن حديج هذا، وفي حديث ابن عمر وعمران وأبي هريرة والكلام مباح في الصلاة، ثم نسخ الكلام فيها. فعلم رسول الله الناس بعد ذلك ما ذكره عنه معاوية بن الحكم وأبو هريرة وسهل بن سعد .

ومما يدل على ذلك أن عمر بن الخطاب قد كان مع رسول الله في يوم ذي اليدين، ثم قد حدثت به تلك الحادثة في صلاته من بعد


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٣٦ - ٣٧، وأحمد (٢٧٢٥٤)، وأبو داود (١٠٢٣)، والنسائي في المجتبى ٢/ ١٨ - ١٩، وفي الكبرى (١٦٢٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٤٥٢)، وابن خزيمة (١٠٥٢)، والحاكم ١/ ٢٦١، والبيهقي ٢/ ٣٥٩ من طرق عن الليث به.