للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسلم فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"، فقالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق، فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف" (١).

قال: قام أبو بكر في حياة رسول الله وكان من الحجة عليهم في ذلك أنه قد روي هذا الحديث الذي قد ذكروه.

ولكن أفعال النبي في صلاته تلك تدل على أنه كان إماما، وذلك أن عائشة قالت في حديث الأسود عنها "فقعد رسول الله عن يسار أبي بكر" وذلك قعود الإمام لأنه لو كان أبو بكر إماما له، لكان النبي يقعد عن يمينه. فلما قعد عن يساره وكان أبو بكر عن يمينه دل ذلك على أن النبي كان هو الإمام، وأن أبا بكر هو المأموم.

وحجة أخرى، أن عبد الله بن عباس قال في حديثه: "فأخذ رسول الله في القراءة من حيث انتهى أبو بكر"، ففي ذلك ما يدل أن أبا بكر قطع القراءة، وقرأ النبي . فذلك دليل أنه كان الإمام، ولولا ذلك، لم يقرأ، لأن تلك الصلاة كانت صلاة يجهر فيها بالقراءة، ولولا ذلك لما علم رسول الله الموضع الذي انتهى إليه أبو بكر من القراءة، ولا علمه


(١) إسناده صحيح.
وهو عند المصنف في شرح مشكل الآثار (٤٢١٢) بإسناده ومتنه.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٣/ ١٧٨، وابن أبي شيبة ٢/ ٣٣٠، وأحمد (١٩٧٠٠)، والبخاري (٦٧٨، ٣٣٨٥)، ومسلم (٤٢٠)، وأبو عوانة ٢/ ١٢٠، وابن أبي عاصم في السنة (١١٦٤)، والبيهقي ٣/ ٧٨ - ١٥٢ من طرق عن زائدة به.