للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان من أجلِّ شُيوخنا، رحمه الله تعالى (١).

• - وفي شَهْر ربيع الآخر حَصَل تَشْويش للشيخ تَقيّ الدِّين ابن تيمية، وذلك أنه جلسَ يوم الجُمُعة رابع الشهر على كُرسيِّه، وجَرَى ذِكْر شيءٍ من الصِّفاتِ. وكان نور الدِّين ابن مُصْعَب حاضرًا فشنَّع عليه، وساعدَهُ سليمان الغث الفقير الحَرِيريُّ، وصَدْرُ الدِّين ابن الوكيل، وأمينُ الدِّين سالم، وجماعة. ومَشوا إلى الشَّيخين شَرَفِ الدِّين ابن المَقْدسي، وزين الدِّين الفارِقي، وغيرهما، واجتهدوا في أذاهُ أو مَنْعِه من الجُلُوس، فلم يتّفق، واستمرَّ على عادتِه، وجلسَ يوم الجُمعة الآتية.

وقال قاضي القضاة شهاب الدِّين: أنا على اعتقاد الشَّيخ تَقِيِّ الدِّين، فعُوتِبَ في ذلك، فقال: لأنَّ ذهنَهُ صحيح ومواده كثيرة، فهو لا يقول إلّا الصحيح.

ثم إنَّ القاضي شَرَف الدِّين ابن المَقْدسي قال: أنا أرجو بَرَكته ودعاءَهُ، وهو صاحبي وأخي، فاجتمعَ وجيهُ الدِّين ابن المُنَجَّى بالشَّيخ زين الدِّين ابن المُرَحِّل الخطيب يومئذ، فتبرّأ من القضية وحَلَف، وعاتب ولدَهُ وخاصَمَه، وسكنَ الأمرُ، واللهُ المستعان.

١٣٨٦ - وفي يوم الأربعاء ثاني ربيع الآخر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ المُحدِّثُ


(١) قال الذهبي في تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٦٦: "سألت أبا الحجاج الحافظ عنه، فقال: أحد المشايخ الأكابر والأعيان الأماثل، من بيت العلم والحديث. تفرد بالرواية عن عامة مشايخه سماعًا وإجازة. سمعنا منه أشياء كثيرة جدًّا، ولا نعلم أنَّ أحدًا حصل له من الحظوة في الرواية في هذه الأزمان ما حصل له".
وقال الذهبي ١٥/ ٦٦٧: "وقال شيخنا ابن تيمية: ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث".

<<  <  ج: ص:  >  >>