للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٣٨٥ - وفي يوم الأربعاء ثاني شَهْر ربيع الآخِر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ الزّاهدُ المُسندُ الكبيرُ بقيةُ المشايخ والسَّلف فخرُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ (١) بنُ أحمدَ بن عبد الواحد بن أحمد المقدسيُّ الحنبليُّ، وصُلِّي عليه ظُهر اليوم المذكور بالجامع المُظَفِّريّ، ودُفن عند والده بتُربة الشَّيخ موفّق الدِّين، رحمة الله عليهم.

وكان شَيْخًا جليلًا، صالحًا، فاضِلًا، يحفظُ كثيرًا من الأحاديث ومن الألفاظ المُشْكِلَةِ، والحكايات والنُّوادر، ويردُّ على مَن يَقْرأ عليه مواضع تدلُّ على فَضْل ومطالعة ومَعْرفة، وقرأ في شبابه كتاب "المُقْنع" على مصنِّفه الشَّيخ مُوفَّق الدِّين، فأذِن له في إقرائه، ثم اشتغلَ بالتجارة والسَّفَر، ثم اشتغل بالعبادةِ والانقطاع، وأسمع كثيرًا من الأحاديث النبوية، وطال عُمُره وماتَ رفاقُه، وانفردَ بكثيرٍ من مسموعاته وإجازاته، وسُمِعَ عليه في سنة اثنتين وثلاثين وست مئة وما بعدها.

ومن شيوخه: أبو المَحاسن مُحمد بن كامل التَّنُوخيُّ، وأبو عليّ حَنْبل بن عبد الله الرُّصافيُّ، وأبو المعالي أسعد بن المُنَجَّى، والشَّيخ أبو عُمَر بن قُدامة، وأبو المَحاسن مُحمد بن وَهْب بن سَلْمان السُّلَميُّ، وأبو حفص عمر بن مُحمد بن طَبَرْزَد، وعبد المُجيب بن أبي القاسم بن زُهير الحَرْبي، وست الكتبة بنت الطرّاح، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وابنُ الحَرَستانيّ، وابنُ مُلاعِب،


(١) هو المعروف والده بالبخاري، وترجمته مشهورة وسيرته مذكورة في الكتب المستوعبة لعصره ومصره، منها: تلخيص مجمع الآداب ٤/ الترجمة ٢٢١١ (ط. الشام)، وقال: "كتب لنا في الإجازة سنة اثنتين وثمانين وست مئة"، وتاريخ ابن الجزري ١/ الورقة ٣٦ (باريس)، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٦٦٥ وهي ترجمة حفلة، ومعجم شيوخ الذهبي الكبير ٢/ ١٣، والمعجم المختص ١٥٩، والعبر ٥/ ٣٦٨، وعيون التواريخ ٢٣/ ٨٥، وذيل طبقات الحنابلة ٤/ ٢٤١ وفيه العديد من مصادر ترجمته فراجعه تجد فائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>