وكانَ شيخًا صالحًا، كثيرَ العِبادة، مُجتهدًا، من أعيانِ شُيوخِنا. وحَدَّثَ بالكثير، وتَخرَّجَ به جماعةٌ في قراءةِ الحديث، واستفادُوا منه. وكانَ عُمُرُه على حالةٍ واحدة، مُواظِبًا للمدرسةِ، والعبادةِ، وقيام اللَّيلِ، وسماع الحديثِ وإسماعِه.
سَمِعَ منَ الكِنْدِيِّ، وابنِ الحَرَسْتانيِّ، وداودَ بنُ مُلاعِب، وموسى بنِ عبدِ القادر، وأبي الفُتُوح البَكرِيِّ، والشَّيخ مُوفَّقِ الدِّينِ المَقْدِسيِّ، وابن البُنِّ، وابن أبي لُقْمة، وابنِ صَصْرَى، وابنِ صَبّاح، وابنِ الزَّبِيدِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ، والمَجْدِ القَزْوِينيِّ، وجماعةٍ.
وأجازَ لهُ جماعةٌ كبيرةٌ، منهُم: أبو المُظَفَّرِ عبدُ الرَّحيم ابنُ السَّمْعانيِّ، وأبو رَوْح عبدُ المُعِزِّ بنُ مُحمدٍ الهَرَوِيُّ، والقاسمُ ابنُ الصَّفّار، والمُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، وزَيْنَبُ الشَّعْرِيّة.
واشْتغلَ بالعِلْم وحَفِظَ، ودَرَّسَ بالمدرسةِ الضِّيائيّةِ مُدَة. وكانَ يَحفَظُ الدَّرسَ ويُلقِيهِ إلقاءً حَسَنًا. ووَلِيَ مَشيخةَ الحديثِ بدارِ الحديثِ الأشرفيّة بالجَبل.
ومَولدُهُ في ليلةِ الخميسِ الحادي عَشَرَ من ذي الحِجّةِ سنةَ سَبْع وستِّ مئة بقاسِيُونَ -رَحمَهُ اللهُ تعالى-.
١٢٥٩ - وفي يوم السَّبتِ ثالثَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ المُسنِدُ كمالُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ (١) بنُ يوسُفَ بنِ نَصْرِ بنِ شاذي، ابنُ الطَّبّاخ الفاضليُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.
ومَولدُهُ سنةَ عَشَرَ وستِّ مئة بمِصْرَ.
(١) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٠٣، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٧٧، والوافي بالوفيات ٨/ ٢٩٤، والمنهل الصافي ٢/ ٢٧٩، والدليل الشافي ١/ ١٠٠.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute