للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

• - وحَجَّ بالنّاسِ من دمشقَ الأميرُ كُنْجُكُ الخُوارِزْميُّ، وكانَ منَ الحُجّاج والدِي، والشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ إسماعيلُ ابنُ عِزِّ القُضاة، تَرافَقا في الرُّكوب، وكانَ بينهُما صُحْبةٌ مُتأكَّدةٌ، والخَطيبُ مُحْيي الدِّينِ ابنُ الحَرَسْتانِيِّ خَطيبُ دمشقَ، ومُحْيي الدِّينِ أحمدُ وَلدُ قاضي القُضاةِ عِزِّ الدِّينِ ابنِ الصّائغ. وحَدَّثَ والدِي بعَرفةَ ومسجدِ المدينةِ النَّبويةِ صَلَّى اللهُ على ساكِنِها. قَرَأ عليه بهما شَرَفُ الدِّينِ ابنُ الصّابونِيِّ.

• - وفي شوّالٍ وَصَلَ إلى دمشقَ صاحبُ سِنْجارَ (١) مُقفزًا (٢) من جهةِ التَّتار، داخلًا في طاعةِ السُّلطان. وكانَ وُصولُهُ بأهلِهِ وحَريمِهِ وأموالِه. فخَرَجَ نائبُ السَّلْطنةِ لتَلَقِّيه، وأكرَمَهُ واحتَرَمَهُ، ثم جَهَّزَهُ إلى الدِّيارِ المَصْريّة (٣).

• - وفي شوّالٍ أيضًا استُفْتِيَ الكُتّابُ الذين أسلَمُوا على ما تَقدَّم، وعُقِدَ لهُم مجلسٌ، ووُسِمَ للقاضي جمالِ الدِّينِ أبي يَعقوبَ المالكيِّ أنْ يَحكُمَ فيهم، فكُتِبَ لهُم مَحْضَرٌ، وشَهِدَ فيه جماعةٌ بانهم كانوا مُكرَهينَ، وأُثْبِتَ المَحضَرُ، وعادَ أكثرُهُم إلى دينِه، وأُعِيدَتِ الجزيةُ عليهم، وقيل: إنَّهم غَرِمُوا جُملةً كبيرةً حتى تمَّ مَقصُودُهُم من ذلك (٤).


(١) بكسر أوله وسكون ثانيه ثم جيم وآخره راء: مدينة من نواحي الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاثة أيام. ينظر: معجم البلدان ٣/ ٢٦٢، وتقويم البلدان ٢٨٢، والأعلاق الخطيرة ٣/ ١/ ١٥٤، وفيه ص ٢١١، ٢١٢: استيلاء التتار على سِنْجار وصاحب سنجار آنذاك شمس الدين البَرْلي، وهزيمته يوم الأحد رابع عشر جمادى الآخرة، فانهزم جريحًا في رجله، وقتل أكثر من كان معه من أصحابه، وعاد إلى البيرة ورتب التتار فيها الأمير علم الدين الموصلي نائبًا بها، ولم تزل بأيديهم إلى تاريخ وضعنا هذا الكتاب، وهو سنة تسع وسبعين وستِّ مئة.
(٢) كذا في الأصل.
(٣) الخبر في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ٩٨، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٩٩.
(٤) الخبر في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ٩٨، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٢٢٢، والبداية والنهاية ١٣/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>