للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المَقْدِسيِّ، ودُفِنَتْ بعدَ الجُمُعةِ بسَفْح قاسيُونَ بمقبُرةِ الشَّيخ أبي عُمَرَ، رحمَهُ الله.

وكانت صالحةً، كثيرةَ العبادةِ، سَليمةَ الصَّدْرِ نَقيّةَ القَلْب، حَريصةً على فِعْلِ الخَير. رَوَتْ عنِ ابنِ طَبَرْزَد، وفي بعضِ مَسمُوعاتِها عليه وهي في الخامسة.

سَمِعْتُ منها "المُنتقى الصَّغيرَ منَ الغَيْلانيّات"، و"أحاديثَ ابنِ أبي الدُّنيا" منها، و"مجلسَ ابنِ البُسْرِيِّ"، و"حديثَ أبي عُمَرَ الزّاهد"، والثالث من "حديثِ الكَتّانيِّ"، وأربعةَ مجالسَ من "أمالي الجَوهَريِّ" من تخريج الخطيب، والمجلسَ الأولَ من "أمالي الضَّبِّيِّ"، و"حديثَ البَغَويِّ وابنِ صاعِدٍ" روايةَ المُخَلِّصِ عنهُما، وغيرَ ذلك.

٧٦٢ - وفي ليلةِ الثُّلاثاءِ الخامسِ والعشرينَ من ذي القَعْدةِ تُوفِّيت والدةُ الأميرِ ناصرِ الدِّينِ ابنِ الافْتِخارِ الحَرّانيِّ (١)، والي دمشقَ، ودُفِنَت منَ الغَدِ بسَفْح قاسِيُونَ.

• - وفي شَهْرِ ذي القَعْدةِ كانَ طائفةٌ من عَسْكَرِ الشّام نازِلينَ بمَرْجِ حِصْنِ المَرْقَب مُضايقينَ لمَنْ فيه، فداخَلَهُم طَمَعٌ، فرَكِبُوا في اللَّيل وصَبَّحُوا المَرْقَبَ صباحًا للغارةِ عليه. فأحَسَّ الفِرَنْجُ المُقيمونَ به، وكانَ قد وَصَلَهُم نَجدةٌ في البحر، فخرَجُوا بأجمَعِهم وكَرُّوا على عسكَرِ المسلمين، فانْهَزَمُوا بينَ أيديهِم في أوديةٍ وَعِرةٍ لا خبرةَ لهُم بها، فنالُوا منهُم مَنالًا عظيمًا، وقَتَلُوا وأسَرُوا خَلْقًا كثيرًا، وغَنِمُوا غَنائمَ عظيمةً. وعادُوا إلى حِصْنِهم مَغْبوطِينَ، وحَصَلَ للمسلمينَ وَهْنٌ عظيمٌ. ثم مَنَّ اللهُ تعالى واستَنْقَذَ السُّلطانُ الملكُ المنصورُ أكثرَ من أُسرَ في هذه الوقْعة، وذلك عندما انْبَرَم الصُّلحُ بينَهُ وبينَ


(١) لم أقف على ترجمتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>