للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٥٥ - وفي يوم الجُمُعةِ رابع شَهْرِ ربيع الأوّلِ تُوفِّي الشَّيخُ أبو السَّرايا عامرُ (١) بنُ محمودِ بنِ سَلامةَ القَلْعيُّ الحَرّانِيُّ، بمصرَ، ودُفِنَ بالقَرافة. ويُكْنَى أبا سَلامةٍ أيضًا.

رَوَى عنِ الحافظِ عبدِ القادرِ الرُّهاويِّ. ولي منهُ إجازةٌ.

٥٥٦ - وفي ليلةِ الأحدِ سادسِ شَهْرِ ربيع الأوّل تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ بَدْرُ الدِّينِ بَيْلِيكُ (٢) الخِزَنْدارُ الظّاهريُّ، بقلعةِ القاهرة، ودُفِنَ يومَ الأحدِ بتُربتِه بالقَرافةِ الصُّغرى، وصُلِّيَ عليه بدمشقَ في العشرينَ من ربيع الأوّل.

ووَجدَ النّاسُ عليه، وحَزِنُوا لفَقْدِه. وكانت لهُ جِنازةٌ مَشْهودةٌ، وأُقِيمَ النَّوحُ عليه ثلاثَ لَيالٍ، وصَدَعَ موتُهُ القُلُوب، وأبكَى العُيونَ. وقيل: إنّه ماتَ مَسْمومًا.

ومنذُ ماتَ اضْطَربَتْ أحوالُ الملكِ السَّعيد، وظَهرَت أماراتُ الإدبارِ على الدَّولةِ الظّاهريّة، وأخَذَت في النَّقْص، وكانَ في عَشْرِ الخمسين، وخَلَّفَ تَرِكةً عظيمةً تُجاوزُ الحَصْرَ.

وكانَ من حَسَناتِ الدَّهْر، ومَحاسِنِ الدُّوَل، نابَ في السَّلْطَنة، وكانَ مُقَدَّمَ الجُيوش، عاليَ الهِمّة، واسعَ الصَّدْر، كثيرَ المعروف، لَيِّنَ الكلمةِ، مُحِبًّا للفقراءِ والعُلماء، حَسَنَ الظَّنِّ بهم، وعندَهُ دِيانةٌ وفَهْم وإدراكٌ وذَكاءٌ، يَسمعُ الحديثَ، ويُطالعُ التَّواريخ، ويَكتُبُ مَلِيحًا.


(١) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٣/ ٣٦٢، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٣٠٨، والعبر ٥/ ٣٠٩، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٨، ودول الإسلام ٢/ ١٧٢، وتالي وفيات الأعيان ٥٢، والوافي بالوفيات ١٠/ ٣٦٥، وعيون التواريخ ٢١/ ١٣٣، ومرآة الجمان ٤/ ١٨٦، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ١١، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٢٦، والبداية والنهاية ١٣/ ٣٧٧، والسلوك ١/ ٢/ ٦٤٣، والمنهل الصافي ٣/ ٥١٢، والنجوم الزاهرة ٧/ ٢٧٦، وعقد الجمان ٢/ ١٩٧، وبدائع الزهور ١/ ١/ ٣٤٣، والشذرات ٥/ ٣٥١ (٧/ ٦١٣).
(٢) سيأتي في وفيات سنة ٦٧٧ هـ في جمادى الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>