للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كما جَرَتِ العادةُ، وكانوا يَعتَمِدونَ ذلكَ في طَريقِهِم من دمشقَ إلى القاهرة. وصَعَدُوا بالمَحَفّةِ إلى القلعةِ من بابِ السِّرِّ، وعندَ دُخُولِها اجتمعَ الخِزَنْدارُ بالملكِ السَّعيد -وكانَ لم يركَبْ لتَلَقِّيهِم- وقَبَّلَ الأرضَ ورَمَى عِمامَتَهُ وصَرَخَ. وقامَ العزاءُ في جميع القلعة. وفي تلكَ السّاعةِ جَمَعُوا الأُمراءَ والمُقدَّمينَ والجُنْدَ وحَلَّفُوهُم بالإيوانِ المجاور لجامع القلعةِ للسُّلطانِ الملكِ السَّعيد. وفي يوم الجُمُعةِ السّابع والعشرينَ من صَفَرٍ خُطِبَ في الجَوامع بالدِّيارِ المصريّةِ لهُ، وصُلِّيَ على والدِهِ صلاةَ الغائب. وكانَ خُروجُ العَساكرِ من دمشقَ يومَ الخميسِ خامسَ صَفَر (١).

٥٥٢ - وفي يوم السَّبتِ الثّامنِ والعشرينَ من صَفَرٍ تُوفِّي الشَّيخُ أبو مُحمدٍ سُلطانُ شاه (٢) بنُ أبي بكرِ بنِ عُثْمانَ بنِ عليٍّ الزِّنْجِيليُّ، ودُفِنَ بمقابرِ بابِ تُوْما.

رَوَى عنِ ابنِ الحَرَستانِيِّ، وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه.


(١) الخبر في: ذيل مرآة الزمان ٣/ ٢٣٣، وكنز الدرر ٨/ ٢١٠، ونهاية الأرب ٣٠/ ٣٧٠. ويراجع: المختصر في أخبار البشر ٢/ ٣٤٢، ومسالك الأبصار ٢٧/ ٤٢٤، والنهج السديد، ورقة ٦١/ أ، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٧٦، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ٩٢، والسلوك ١/ ٢/ ٦٤٢، وعقد الجمان ٢/ ١٨١، والنجوم الزاهرة ٧/ ٢٦٠. والسلحدار أصلها السلاح دار لقب من يحمل سلاح السلطان، ويتولى أمر السلاح خاناه، وهو مركب من لفظين "السلاح" وهو عربي، و"دار" وهو فارسي؛ ومعناه: ممسك السلاح. ينظر: صبح الأعشى ٥/ ٤٣٤. والجَمَدار هو الذي يتولى إلباس السلطان ثيابه، وهو مركب من كلمتين فارسيتين، ومعناه: ممسك الثوب. ينظر: صبح الأعشى ٥/ ٤٣١.
(٢) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٣١٢، وفيه: "حفيد صاحب المدرسة التي برأس السبعة وأجاز لأبي محمد البرزالي"، والمدرسة المذكورة تعرف بالزنجارية خارج باب توما وباب السلامة أنشئت في سنة ست وعشرين وست مئة، أنشأها عز الدين أبو عمرو عثمان بن علي الزنجاري، وكان صاحب اليمن وانتقل إلى الشام زمن الملك العادل سيف الدين أبي بكر". الأعلاق الخطيرة (مدينة دمشق) ٢٢٢، والدارس ١/ ٥٢٦، ومختصره ٩٠ قال: "ويقال لها: الزِّنْجِيلية بالسبعة تجاه دار الأطعمة، وبها تربة وجامع، وهي من أحسن المدارس".

<<  <  ج: ص:  >  >>