للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خَدَمَ النّاصِرَ داودَ، وكانَ من أجَلِّ أصحابِه، وتَرَسَّلَ عنهُ. ثم اتَّصلَ بخِدمةِ الملكِ النّاصرِ يوسُف، فأعطاهُ خُبزًا، وقَرَّبَه، واعتَمدَ عليه. وفي الأيام الظّاهرِيّةِ وَلِيَ الرَّحْبةَ عَقِيبَ مَوتِ الأشْرَفِ صاحبِ حِمْصَ، ثم نُقِلَ منها إلى بَعْلَبَك فوَلِيَ البلدَ والقلعةَ. وسَيَّرَهُ السُّلطانُ رسولًا إلى عكّا. وكانَ يَعرِفُ النَّحو، ولهُ نَظْمٌ جيِّدٌ (١) وفَضِيلةٌ وأهلِيَّةٌ وتَرسُّلٌ، ويَحفَظُ جُملةً منَ الحِكاياتِ والأشْعارِ والتّواريخ، ويَحفَظُ أحاديثَ "الموطأ"، ولهُ روايةٌ.

رَوَى لنا عنهُ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ اليُونِينِيُّ في "مَشيخَتِه" (٢).

٤٠٩ - وفي يوم الأحدِ سابعَ عَشَرَ صَفَرٍ تُوفِّي نُورُ الدَّولةِ عليُّ (٣) بنُ إبراهيمَ بنِ أبي القاسم بن جَعْفرٍ الصَّيْرَفيُّ، بدمشقَ، ودُفِنَ بتُربتِهِ بسَفْح قاسِيُون رحمَهُ اللهُ تعالى.


(١) أورد اليونيني في مرآة الزمان نماذج من شعره منها:
صَبٌّ أسِيرٌ في يَدِ الأشْواقِ … مُذْ آذنُوا أهلُ الحِمَى بفِرَاقِ
لا دارُهُ تَدْنُو فيسْكُن ما بِهِ … يومًا ولا هُوَ بَعْدَ فِراقِ
يَلْقَى جُيُوشَ الشَّوْقِ وهيَ كَثِيرةٌ … أبدًا بقَلْبٍ واهِنٍ خَفّاقِ
أتُرَى لهُ مِن عَوْدةٍ يَحْيا بها … أم هَل لِلَسْعَةِ قَلْبِهِ مِنْ رَاقِ
يا نازِلينَ على الكَثِيبِ برامةٍ … مُتَعرِّضِينَ لفِتْنةِ العُشّاقِ
أنتُمْ مَلاذُ المُسْتَهام وذُخْرهُ … وهَواكُمُ مِن أنْفَسِ الأعْلاقِ
أعْيا الذي يَصِفُ المَحَبّةَ والهَوَى … ما قَدْ لَقِيتُ بكُمْ وما أنا لاقِ
لَيلٌ طَويلٌ بَعْدَ بُعْدِي عَنْكُمُ … وكَذاكَ لَيلُ الفاقِدِ المُشْتاقِ
(٢) قال اليونيني في مشيخته: الشيخ الرابع والأربعون "أخبرنا الشيخ، الأصيل كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم … قراءة عليه وأنا أسمع".
(٣) لم أقف عليه في غير هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>