للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ونابَ في الحُكْم مُدّةً بدمشقَ عنِ الحاكم الشّافعيِّ، ثم تَولَّى القَضاءَ مُستقِلًّا لمّا صارَتِ القُضاةُ منَ المَذاهبِ الأربعة. ولمّا وَقَعتِ الحَوْطةُ على الأملاكِ بدمشقَ تَكلَّمَ هو بدارِ العَدْلِ بحضْرةِ السُّلطانِ وأنكرَ ذلكَ، وقال: هذه بيدِ أصحابِها وما يَحِلُّ لمسلم أنْ يَتعرَّضَ إليها. وغَضِبَ السُّلطانُ وقامَ، ثم سَكَنَ غَضَبُه وقال: أثبِتُوا كُتُبَنا عندَهُ. وكانَ منَ العُلماءِ الأعيان، كثيرَ التَّواضُع، قليلَ الرَّغبةِ في الدُّنيا.

أجازَ لي جميعَ ما يَروِيه، ورَوَى لنا عنهُ قاضي القُضاةِ بَدْرُ الدِّينِ ابنُ جَماعة.

• - وفي حادي عَشَرَ جُمادى الأولى تَوجَّهَ السُّلطانُ ووَلدُه الملكُ السَّعيدُ إلى جهةِ البُحيرةِ للصَّيْد، ودَخلَ الإسكندريّة، فشُكِيَ إليه واليها شَمْسُ الدِّينِ ابنُ باخِل، فضَربَهُ وأخذَ خَطَّهُ بخَمسين ألفَ دينار، وهَدَمَ لهُ بُستانًا كبيرًا، أمرَ العامّةَ بهَدمِه، وأقَرَّهُ على الوِلايةِ فقط، وفَوَّضَ أمرَ الخُمُسِ والدِّيوانِ إلى الطَّواشي صَنْدَلٍ مُشِدِّ دارِ الطِّراز. وعادَ خامسَ جُمادى الآخرةِ إلى القاهرة (١).

• - وعُمِلَ عَزاءٌ بدمشقَ للأميرِ فارسِ الدِّينِ الأتابِكِ في يومِ الخميسِ رابعَ عَشَرَ جُمادى الأولى.

٣٦٨ - وفي الثاني والعشرينَ من جُمادى الأولى تُوفِّي قُطْبُ الدِّينِ أبو الصَّبْرِ أيُّوبُ (٢) بنُ عبدِ الرَّحيم بنِ مُحمدِ ابنِ قاضي القُضاةِ صَدْرِ الدِّينِ عبدِ الملكِ بنِ عيسى بنِ دِرْباسٍ المارانِيُّ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح المُقَطَّم.

سَمِعَ من ابنِ باقا، وحَدَّثَ.


(١) الخبر في: تاريخ الملك الظاهر ١٠٥، وذيل مرآة الزمان ٣/ ٨٨، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ٢٢.
(٢) ترجمته في: صلة التكملة ٢/ ٦٦٠ (١١٩٢)، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٢٦٠. أبوه عبد الرحيم بن محمد (ت ٦٨٢ هـ) بعد ابنه بمدة. وأخوه إسحاق من شيوخ الحافظ الذهبي كما في معجمه ١/ ١٦٦ وبيته بيت علم وقضاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>