كتاب تاريخ البرزالي المقتفي لتاريخ أبي شامة - ت العثيمين

أجازَ لي جميعَ ما يَروِيه، رَوَى لنا عنهُ قاضي القُضاةِ بَدْرُ الدِّينِ ابنُ جَماعةَ (١)

٢١٣ - وفي الحادي عَشَرَ من رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ صَفِيُّ الدِّينِ أحمدُ (٢) بن سعيدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي بكرِ بنٍ الحُسَينِ النِّيْسابُورِيُّ، ثم اللَّهاوَرِيُّ، الصُّوفيِّ، بالقاهرة، ودُفِنَ منَ الغَدِ بمَقبُرةِ بابِ النَّصْر.

ومَولدُه في العشرينَ من ربيع الأوّل سنةَ إحدى وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

سَمِعَ جماعةً، وصَحِبَ الصّوفيّةَ وكانَ منَ المَشايخ المَشهورِينَ بالانْقِطاع والمَعرفةِ وجَمِيلِ الطَّريقة. وكانَ لطيفَ الأخْلاق، لَيِّن الجانب، حَسَنَ المَلْقَى، ورَوَى عن سِبطِ السِّلَفِيِّ.

٢١٤ - وفي يوم الأحدِ السّابعِ عَشَرَ من شَهْرِ رَمَضانَ تُوفِّي الشَّيخُ أبو مُحمدٍ عبدُ الوهَابِ (٣) ابنُ النّاصح مُحمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سَعْدٍ المَقْدِسيُّ

(١) مشيخة ابن جماعة عن الافتخار الهاشمي أيضًا، ورفع نسبه إلى العباس بن عبد المطلب.
(٢) ترجمته في: صلة التكملة ٢/ ٦٢٢ (١١٣٠)، وذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٧٤، وتاريخ الإسلام ١٥/ ١٧٩، وعيون التواريخ ٢٠/ ٤٢٢، قال الحسيني: "ولد بلهاور". ولهاور، وقيل: لوهور بفتح أوله، وسكون ثانيه، والهاء، وآخره راء، والمشهور من اسم هذا البلد لهاور وهي مدينة عظيمة مشهورة في بلاد الهند. كذا في معجم البلدان ٥/ ٢٦. وفي الأنساب لأبي سعد السمعاني ١١/ ٤٣: اللوهري، بفتح اللام والهاء بين الواوين، ثم واو ثالثة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى لوهور وهي مدينة كبيرة من بلاد الهند، كثيرة الخير، ويقال لها: لوهور ولهاور".
أقول -وعلى الله أعتمد-: هي مدينة لاهور المعروفة الآن بباكستان وبها ولد الإمام العلامة اللغوي الكبير الحسن بن محمد الصغاني (ت ٦٥٠ هـ) مؤلف "العُباب" و"تكملة الصحاح" وغيرهما. وهو من ثقات علماء اللغة ونبلائهم.
(٣) ترجمته في: صلة التكملة ٢/ ٦٢٣ (١١٣١)، ومعجم الدمياطي ٢/ ورقة ٧٥، وتاريخ الإسلام ١٥/ ١٨٣، والعبر ٥/ ٢٩٣، وذيل التقييد ٢/ ٨٢. قال الحسيني: ولي منه إجازة كتبها إلي من دمشق. وفي معجم الحافظ الدمياطي: "أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب الصحراوي، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر بن ركاب بن إبراهيم الخشوعي قراءة عليه ونحن نسمع".