للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَجْدُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ الحَسَنُ (١) ابنُ السُّلطانِ الملكِ النّاصرِ داودَ ابنِ الملكِ المُعظَّم عيسى ابنِ الملكِ العادلِ أبي بكرٍ مُحمدِ بنِ أيوبَ بنِ شاذي، بدمشقَ، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ بالتُّربةِ المُعَظَّمية.

ومَولدُه بقلعةِ الكركِ (٢) في ثامنِ رَجَبٍ سنةَ تسع وعشرينَ وست مئة.

وكانَ منَ الفُضَلاء، عندَهُ مُشاركةٌ في كثيرٍ من العُلوم، ولهُ معرفةٌ بالأدب، وصَحِبَ العُلماءَ والصُّلحاءَ (٣)، وأنْفَقَ عليهم أموالًا جَمّةً. وكانت هِمَّتُهُ عاليةً، وعندَهُ شَجاعةٌ وإقدامٌ وصَبْرٌ، ومَحاسِنُهُ كثيرةٌ (٤). ورَثاهُ شِهابُ الدِّينِ محمودٌ وغيرُه.


(١) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٧٤، ومعجم الدمياطي ١/ ورقة ١٧٦، وتاريخ الإسلام ١٥/ ١٨٠، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤، وعيون التواريخ ٢٠/ ٤٢٢، والوافي بالوفيات ١٢/ ٦، والمنهل الصافي ٤/ ٧٤، والدليل الشافي ١/ ٢٦١، والنجوم الزاهرة ٧/ ٢٣٦، وشفاء القلوب ٤٢٤، والمقفى الكبير ٣/ ٣٠٨، والشذرات ٥/ ٢٣١ (٥٧٧)، وترويح القلوب ٧٥. واستدرك ابن أيبك الدمياطي هذه الترجمة على الحسيني في صلة التكملة ٢/ ٦١٤.
(٢) في معجم الدمياطي: "ولد بقاعة العمد من قلعة كرك البلقاء يوم السبت ثامن شهر رجب".
(٣) قال القطب اليونيني: "وصحب المشايخ وانتفع بهم، وأخذ عنهم واشتغل على العلماء وحصل، وكان كثير البر بمن يصحبه من المشايخ لا يدخر عنهم شيئًا. وكان عنده من الكتب النفيسة ما لا يوجد عند غيره، فوهب معظمها لأصحابه وإخوانه، وسمع الكثير، وحصل الفوائد، وكان مقصدًا لمن يقصده، يقوم معه بنفسه وماله وجاهه لا يستحيل على أصحابه، ولا يتغير عن مودتهم وإن تغيروا".
(٤) في ذيل مرآة الزمان: ورثاه غير واحد من الفضلاء بعدة قصائد ومقاطيع، فممن رثاه المولى شهاب الدين محمود، كاتب الدرج -أيده الله تعالى- بقوله:
هو الرَّبْعُ ما أقْوَى وأضْحَتْ مَلاعِبُهْ … مُشَرَّعةً إلَّا وقَدْ لانَ جانِبُهْ
وَقَفتُ بهِ والشَّوْقُ نَحْوَ قِبابِهِ … تَجاذِبُنِي طَوْرًا وطَوْرًا أُجاذِبُهْ
ثم يقول:
عَهِدْتُ بهِ مِن آلِ أيُوبَ ماجِدًا … كَرِيمَ المُحَيّا زاكِياتٍ مَناسِبُهْ
أجارَ على صَرْفِ الزَّمانِ فَضالَهُ … على غِرّةٍ والثّأرُ يَحْتالُ طالِبُهْ
وأورد القصيدة هناك، وبعض أبياتها في الوافي بالوفيات وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>