(٢) خليج في النيل أشرف على حفره أبو المنجى اليهودي مشارف أعمال البلاد الشرقية سنة ٥٠٦ هـ، ولما عرض على الأفضل الجيوشي (ت ٥١٥ هـ) جملة ما أنفق فيه استعظمه وقال: غرمنا هذا المال جميعه والاسم لأبي المنجى؟! فغير اسمه إلى بحر الأفضلي فلم يتم له ذلك، ولم تعرفه الناس إلا باسمه الأول. وأبو المنجى شلومو بن شعيا، سجنه الأفضل بالإسكندرية سنين عدة، بعد أن مُحِّصَ فيما أنفقه. ولما طال عليه السجن تحيل في تحصيل مصحف وكتب له ختمة كتب في آخرها: "كتبها أبو المنجى اليهودي" وبعث بها إلى السوق ليبيعها فقامت قيامة أهل الإسنكدرية ورفع أمره إلى الخليفة العبدي، فلما سئل عن سبب فعلته تلك قال: "طلب الخلاص بالقتل" فأدب وأطلق سراحه. قال ابن عبد الظاهر: "وهذا أبو المنجى هو جد بني صغير الحكماء اليهود، والذين أسلموا منهم". يراجع: الروضة البهية ١٢٨، والمواعظ والاعتبار ١/ ١٩١ و ٢/ ٥٨٤، والنجوم الزاهرة ٧/ ١٤٨، وصبح الأعشى ٣/ ٣٣٦ - ٣٣٧، والانتصار لابن دقماق ٤٦، وأخبار مصر لابن مأمون ١١.