للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

طارق بن سالم الأسَديُّ الحَلَبِيُّ النَّحّاسُ، بالمَدْرسةِ القَلِيجية بدمشق، وصُلِّي عليه بجامع دمشق بين الصَّلاتين، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية.

وسألتُه عن مولدِه، فقال: أخي أيوب أكبر منّي بخَمْس سنين، وأنا أكبر من أخي إسحاق بخَمْس سنين. وكانَ مولدُ أيوب في سنة سَبْع عَشْرة وست مئة.

وكانَ شَيْخًا صالحًا، سليمَ الصَّدْر، كثيرَ الخَيْر، قليلَ الشَّرِّ، وعُمِّر، وترك التِّجارة، ولازمَ الجامع، وكانَ يَحْضر إليه بنفسِه، ثم ضَعُف فصارَ يُقاد، ثم ضَعُف فصارَ يُحْمل.

وذكرَ لي أنَّهُ لم يَتَزوَّج قَطُّ ولا تَسَرَّى ولا احتلَمَ إلا في النَّوم، وحجَّ مَرّات، منها مَرّة في سنة خَمْسٍ وأربعين وست مئة على طَرِيق الدِّيار المِصْرية، وسَمِعَ في هذه السَّفْرة بحَمَاة من صَفِيّة القُرَشيّة، وبالقاهرة من يوسف السّاويِّ، وابن الجُّمَّيْزيّ وغيرهما، وبمكّةَ من شُعَيْب الزَّعْفَرانيِّ، وشَرَف الدِّين المُرسِي. وسَمِعَ بحَلب من يوُسفَ بن خليل، والضِّياء صَقْر. وكان قليلَ السَّماع. وأجازَه في سنة اثنتين وأربعين وست مئة الكاشْغَريُّ، وابنُ الخازن، وابن النَّخّال، وإبراهيم بن الخَيِّر، وابنُ النَّجّار، وابنُ الوليد، والصَّغَانيُّ صاحب "مَشَارق الأنوار"، وجَماعةٌ.

ومن الأجزاء التي تَفَرَّد بها السَّماع بدمشق "الأربعون السِّلَفية"، و"الأربعون الثَّقَفية"، و"مَشْيخة ابن الجُّمَّيْزي"، و"الثمانون" للآجُرِّي، و"المَنَامات" للبَرَداني، و"الأسلاف" للمُسَيَّبِي، و"جُزء لُوَين"، وخَرَّج له فَخْرُ الدِّين البَعْلبكيُّ "مَشيخةً" وحَدَّث بها مرّات.

٤٣١٣ - وفي يوم السَّبْت السابع والعِشْرين من شَوّال تُوفِّي شهابُ الدِّين

<<  <  ج: ص:  >  >>