• - وفي شَهْر رَجَب وأواخر جُمادى الآخرة حَصَل بالدِّيار المصْرية للنّاس مرضٌ كثير قلَّ أنْ سلِمَتْ منه دار وغَلَت الأدْوية والأشْرِبة، وازدَحَم النّاسُ على العَطّارين، ولكن كانَ المَوْت قليلًا والمَرَض سلِيمًا، وكانَ ذلك في شَهْر مُسْرَى من شُهُور القِبْط وَقْت زيادة النِّيل، وأول شَهْر مُسْرَى كان ثامِن عَشَر جُمادى الآخِرة، وكانَ الخامس والعِشْرين من تَمّوز.
وكَتَب إليَّ الشَّيخُ فخرُ الدِّين بن الظّاهري كتابًا يذكرُ فيه أنه مَرِض جميعُ من عنده، وبَقِيَ أربعة أيام ما يَجِدُ من يَشْتري له حاجة ولا قُوتًا، وأنَّ الرُّمّانة الحامضة أبِيْعَت بثلاثة أرباع نُقْرة، والقَرَاصية الحامضة أبيع الرِّطْل المِصْري منها بأربعة دَرَاهم نُقرة، وأبيع العُنّاب الرِّطل المِصْري بستة دراهم نُقْرة، وكذلكَ الإجاص، وأبيع الرِّطْل المِصْري من قَلْب اللَّوز بأوبعة دَرَاهم نُقْرة، وذكرَ أشياء من الشِّدَّة، ثم لطفَ اللهُ تعالى.
• - وأُخرِجَ المَحْمَل السُّلطاني من القَلْعة وطافوا به ظاهر البَلَد على العادة في يوم الخَمِيس مُنْتصف رَجَب.
• - وفي يوم الاثنين التاسع عَشَر من وَجَب وَصلَ إلى دمشقَ الأميرُ سيفُ الدِّين كُجْكُن والأُمراء والجَيْش المُجَرَّد معه من دمشق لإخراج مُهَنّا وأصحابه وأمرائِه من الشام وطَردُوهم عنها إلى بلاد العِراق.
٤٢٨٥ - وفي يوم الثُّلاثاء العِشْرين من رَجَب تُوفِّي الأميرُ جارِيْك عبد الله (١) السَّاكِن بظاهر دمشق عند المَدْرسة الشامية، ودُفن بالقُبَيْبات.
وكان أمير خَمْسين.
(١) ترجمته في: أعيان العصر ٢/ ١٤٧، والدرر الكامنة ٢/ ٨١ وقيّد "جاريك" بالحروف فقال: "بكسر الراء وسكون التحتانية بعدها كاف".