وكانَ رَجُلًا جَيِّدًا، حافظًا للقُرآن الكَرِيم، وبَنَى رباطًا بالقُدْس الشَّريف، وكان كَثِير الإقامة هُناك، وحَجَّ وجَاوَر، ودخلَ البلادَ البعيدة في التِّجارة، وطَلَب التكسُّب وسَمِعَ من ابن البُخاري، وحَدَّث.
٤٢٥٤ - وفي يوم الاثنين الثامن عَشَر من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ العدل عِزُّ الدِّين أبو مُحمد عبدُ العزيز (١) بنُ عُمر بن أبي بَكْر بن موسى بن أبي الفَضْل بن أحمد بن عَبّاس الغَسّانيُّ الحَمَويُّ، المَعْروف بسِبْط غازي، بالمَدْرسة العزيزية بدمشق، وصُلِّي عليه بُكْرة الثلاثاء بجامع دمشق، ودُفِنَ قِبْليّ البَلَد بالقُرب من مسجدِ القَدَم.
ومولدُهُ في الرابع والعِشْرين من جُمادى الآخرة سنة أربعٍ وأربعين وست مئة بحَمَاة.
وكان مَشْهورًا بالدِّيانة والعِفّةِ والصِّدْق والتَّقَلُّلِ من الدُّنيا، وعندَهُ انجماعٌ عن الناسِ وقلّة مُخالطة لهم، وكانَ يَشْهدُ تحتَ السّاعات ويشهدُ على القُضاة، وحجَّ كثيرًا وجاورَ بالحرمين الشَّريفين. وكانَ كثيرَ الأسفارِ، وعندَهُ مَعْرفةٌ بالأمور، وكانَ صوفيًّا مَعْروفًا بالتَّصوُّف. وسَمِعَ بالقاهرة من النَّجيب عبدِ اللَّطيف الحَرّاني، وأبي العبّاس أحمد ابن القاضي زين الدِّين عليّ بن يوسُف الدِّمشقيِّ، وتاج الدِّين بن القَسْطَلَّانيّ، وشَرَف الدِّين بن أبي القاسم، وأقامَ