للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال: وكانَ دُقْماق مُسلمًا حَسَنَ الإسلام، ديِّنًا، مُحِبًّا للعَرَب، كثيرَ الصَّدقة، مُحْتَشِمًا، رئيسًا، عالي الهِمّة.

قال: وفي اليَوْم الرّابع قَتَلُوا ابنًا لإيْرَنْجِي اسمه وفادار، كانَ من أبناء خَمْس عَشْرة سنة.

قال: وقُتِلَ له ابنٌ في الوَقْعة اسمه الأمير عليّ، وقَطَعُوا رأسَهُ وألقوه إلى أمِّه كَنْجَشْبك، وكانت حاضِرة المَصَاف، فانزَعَجَت لذلك ولم تَصْبر دون أنْ حملت على أبي سَعِيد، فأدركتها الخَيْل فصَرعُوها وهَلَكت تحت الأرجُل. قال: وكانت بنت السُّلْطان أحمد بن أبَغا.

قال: وفي اليوم السّابع أحضَرُوا قُرْمُشي بن اليَنَاخ فحَلَقُوا ذَقْنهُ وألبسوهُ طَرْطُورًا وسَمَّروه، وطافوا به المدينة السُّلْطانية ثم أحضرُوه بين يدي جُوبان وضرَبُوه بالنُّشّاب إلى أن ماتَ. ثم أحضروا أخاهُ من ثَغْر خُراسان وقَتَلُوه ساعة حضر.

قال: وأحْضَرُوا بنت إيْرَنْجِي، واسمها قُطْلُوشاه خاتُون. وكانت إحدى زَوْجات خَرْبَنْدا، وكانت في غاية الحُسْن والجَمَال ليقتلُوها. وقال أبو سَعِيد: هذه سَقَت أبي السُّمَّ، فشفعَ فيها عليّ شاه الوزير وأخذَها وزَوَّجها في الحال لخَوَاجا دمشق أحَد أولاد جُوبان.

قال: وأمّا امرأة دُقْماق فكات مَعْشوقة لخَرْبَنْدا، ولم تَكُن زوجته فزوّجوها بالأمير طاز بن كَتْبُغا نَوِين، وولّوه مكان قُرْمُشي بن اليناخ على ثَغْر كُرْجِستان، وسَكَنَت الفِتْنة، وانصلحَ أمرُ الدَّولة.

قال: وجميع المَذْكورين بعد تَقْنِيرهم ومَوْتهم أُحْرِقُوا بالنّارِ حتَّى صارُوا حُممةً، ولم تُدفَن لأحدٍ منهم رِمّة، بل تلاشوا في بازار السُّلْطانية وفَنُوا (١).


(١) نقل النويري جل هذا الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٩٨ - ٣٠٢ من هذا الكتاب تصريحًا، وهو ملخص في ذيل العبر، ص ١٠١ - ١٠٣، وأعيان العصر ١/ ٦٦٦ - ٦٦٨، والوافي بالوفيات ١٠/ ٢٢، والمنهل الصافي ٣/ ١٨٦ - ١٨٧ وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>