للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهو رَجُلٌ فاضِلٌ، سافرَ من بَلَدِه وعُمُرُه إحدى وعِشْرُون سنة، فطافَ البلادَ واجتمعَ بالفُضَلاءِ، وحَصَّل المَنْطقَ والجَدَلَ والطبَّ، وعادَ إلى بلدِه سنة إحدى وسَبْع مئة، واتَّصلَ بملكها تلك دَمر، وخَدَم عنده طَبِيبًا، وصارَ كبيرَ أطبّاء المارستان بخُوارزم، ثم أوصلَهُ إلى الملك تَخْتاي بن بَرَكة ملكِ بلاد دَشت القَبْجَاق، فحظِيَ عنده فلما ماتَ هذا المَلِك ووَلِيَ بعده أُزْبَك خان ارتفعَت عنده منزلته، وكانَ يُجالسه ويقضِي حوائجَهُ ويُنْعِم عليه.

وهذا الملك أُزْبَك خان من أبناء الثلاثين عنده إسلامٌ وعَقْلٌ، وهو حَسَنُ الهيئة والصُّورة، وسَيَّر مبلغًا مع علاء الدِّين النُّعْمان المَذْكور ليُعمّر ببعضه خانكاه بالقُدس، ويفرِّق البعضَ على المُجاورين بالحَرَمين الشَّرِيفين.

ومولدُ النُّعمان في نِصْف رَمَضان سنة سَبْع وخَمْسين وست مئة بخُوارزم (١).

• - وقَدِمَ الشَّيخُ الإمامُ الفاضلُ نظامُ الدِّين مُحمدُ ابنُ رُكْن الدِّين مُحمد بن محمود القُونَويُّ المولدِ والدّار الرّازيُّ الأصل، المَعْروفُ بابن النَّقِيب، من الرُّوم قاصدًا الحَجّ، وهو شيخٌ فاضلٌ.

مولدُهُ خامس عَشَر جُمادى الأولى سنة أربع وخَمْسين وست مئة بقُونية، ونشأ بها، وحَصَّل.

ثم إنّه أقامَ بدوقات مُدَرِّسًا، وله بها ثلاثون سنة، وله معرفةٌ بالأصول والنَّحو والمَنْطق والخِلاف ومُشاركة في الفِقه.

وهو من أصحاب القاضي سِرَاج الدِّين الأُرمَويّ، وكانَ أبوه نَقِيبًا بين يديه.

٤٠٨٥ - وفي يوم الأحد عاشر رَمَضان تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ علاءُ الدِّين


(١) الخبر في: أعيان العصر ٥/ ٥٢٢ (في ترجمة النعمان بن دولات شاه).

<<  <  ج: ص:  >  >>