سَمِعَ من ابن عبد الدّائم، ورَوَى لنا عنه. وسَمِعَ أيضًا من أيبك عَتِيق القاضي المِصْريّ، وجماعة.
وذكرَ لي أنَّ والدَهُ كانَ يُعْرف بابن السّابق، وكانَ مُقْرِئًا يُلَقِّن بجامع دمشق، وفقيرًا مع الفُقراء، وجاوزَ المئة، وتأخَّرت وفاتُه إلى بعد سنة سَبْع مئة، وأنَّ جدَّه مُحمد بن نَجْم كانَ من أهل المدينة النبوية، وانتقلَ إلى دمشق، وكانَ يَسُوقُ الصِّبيان إلى المَكاتب.
٤٠٣٠ - وفي يوم الجُمُعة أول النَّهار الثّالث عَشَر من المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الأمينُ المُحَدِّثُ بُرهانُ الدِّين أبو إسحاق إبراهيمُ (١) بنُ عبدِ الكريم بن راشِد الذَّهبيُّ القُرشيُّ الدِّمشقيُّ وصُلِّي عليه بجامع دمشق عَقِيب الجُمُعة، ودُفِنَ بسَفْح قاسيون بتُربة العزِّ المطرّز فوق الجامع من جهة الشَّرق.
ومولدُه بدمشق في سنة تسع وعِشْرين وست مئة تقريبًا.
وكانَ له دُكّانَ بالذَّهَبيّين، وطلبَ الحَديثَ مدّةً، وحَصَّلَ الإجازات والأثبات والنُّسَخ، وسَمِعَ كثيرًا، وأسمَعَ أولادَه، ولم يسْمَع في صِغَره شيئًا، وإنَّما سَمِعَ بعد تكمّل الثلاثين.
وكانَ سليم الصَّدْر لا يَحْقدُ على أحدٍ، ومَن أخبرَهُ بشيء صَدَّقه.
سَمِعَ من ابن عبد الدّائم، والزَّين خالد المُحَدِّث، وابن أبي اليُسْر، وعُمر الكِرْمانيّ، وعبد الرَّحمن بن سالم الأنباريِّ، والمَجْد ابن عساكر، ويوسُف بن مَكْتوم، والزَّين عليّ بن الأوحد، وعبد العزيز بن عبد، والكَمَال بن فارس، وغيرهم.
(١) ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي ١/ ١٤٣، والمعجم المختص، ص ٥٨، والدرر الكامنة ١/ ٤٣، وذكره الذهبي فيمن توفي سنة ٧١٨ هـ، في ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٦٢.