وكانَ مولدُه يوم الثُّلاثاء تاسع ذي الحِجّة سنة ثمانٍ وثلاثين وست مئة، بمدينة المَوْصل، لكنْ منشؤه ودارُه إلى حين وفاته مدينة إرْبِل.
وكانَ شاعِرًا فاضِلًا، مَدّاحًا للمُلوك ولأعيان النّاس، كثيرَ الأسفار إليهم، وحَصَّلَ بالشِّعْر رَزْقًا كثيرًا، ثم صارَ بعد ذلك يُعاني التِّجارة. وشِعْرُه كثيرٌ بإرْبِل. وكانَ كثيرًا ما يقول: "وهذا شِعْري ممّا يُنبَذُ ويُلْقَى لا ممّا يُحْفَظُ ويُرْوَى".
فمن مَشْهور شِعْره قوله تشبيبًا:
ولقد رأيتُ الأقحوانةَ جادَها … غَيْثٌ كثَغْر أشنبٍ فيه لَمَى
فلثمتُها وَجْدًا بثَغْرِ مُعَذِّبي … وجَرَت شؤون مَدَامِعِي شَوْقًا دَمَا
وقال:
ومُدامةٍ حَمْراء تُشـ … ــبه خَدَّ مَن أهوَى ودَمْعِي
يسعى بها قمرٌ أعـ … ــزّ عليَّ من نَظَرِي وسَمْعِي
وقال يصف مُغنّية:
وغريرةٍ هَيْفاء ناعمة الصِّبا … طَوْع العَناقِ مريضة الأجْفانِ
غنَّت وماسَ قوامها فكأنها الـ … ــورقاءُ تَسْجع فوقَ غُصن البانِ
وأشعاره كثيرة لكنْ ليسَ منها في هذه البلاد شيء، وأكثرها بإرْبِل والمَوْصل، فاعلم ذلك (١).
ضَبَطَ لنا وفاةَ هذا الرَّجل وحالَهُ الشَّيخُ عزُّ الدِّين حَسن الإرْبِليُّ الطبيب، فإنّه بَلَديُّهُ وهو خَبِيرٌ به من البلاد.
(١) ذكر منها ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ٤/ ٣٢٧.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute