للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ طَلَب الحَديث، وسَمِعَ من جماعة بدمشق، وكانَ فيه نَباهةٌ وفَضِيلةٌ وذَكاءٌ، وخَرَّج لجماعةٍ، ورَحَلَ إلى حَلَب والقاهرة، وسَمِعَ من جماعةٍ، ثم إنّه رجعَ إلى القاهرةِ وأقامَ بها أكثرَ من إحدى عَشْرة سنة إلى أن أدركَهُ أجَلُه هناك، وحَصَلَ له بالقاهرةِ وجاهةٌ، وتَعَرَّفَ بالأكابرِ بحيثُ صارَ مُعيدًا في الحَديث بالقُبّة المَنْصورية، وكانت فيه مُروءة وعَصَبِيّة، وله همّةٌ ومَعْرفةٌ بمخالطةِ النّاسِ والتَّقرُّب إليهم، وحَصَّل كُتُبًا جيّدةً وأجزاءَ وفوائد.

وبَلَغَنا خَبَر وفاتِه بدمشقَ بعد تاريخ موتِه بنصف شَهْر، فصُلِّي عليه بجامع دمشق يوم الجُمُعة تاسع ذي القَعْدة بالنِّية، رحمهُ اللهُ تعالى.

٤٠١٠ - وفي شَوِّال تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ أبو نَصْر فَتْحُ (١) بنُ سَعيد بن جابر الإشبيليُّ المَغْربيُّ، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير.

وكانَ شيخًا كبيرًا جاوزَ الثَّمانين، وفيه صَلاحٌ ومعرفةٌ وفَهْمٌ، وأقامَ بدار الحَديث النُّورية مدّةً إلى أن ماتَ بها، رحمهُ اللهُ تعالى.

٤٠١١ - وفي ليلة الجُمُعة الرّابع والعِشْرين من شَوّال تُوفِّيت أمُّ مُحمد سارةُ (٢) بنتُ شَيْخِنا الشَّيخ الفَقِيه الصّالحُ المُسْنِد العَدْلُ شَمْس الدِّين أبي الفَرَج عبد الرَّحمن ابن الشَّيخ زَيْن الدِّين أحمد بن عبد المَلِك بن عُثمان بن عبد الله بن سَعْد بن مُفْلح بن هبة الله بن نُمَير المَقْدسيِّ الصّالحيِّ، وصُلِّي عليها عَقِيب الجُمُعة بالجامع المُظَفَّريِّ، ودُفِنَت عند والدِها بسَفْح قاسيون.

سَمِعتْ من إبراهيم بن خَلِيل، ورَوَت لنا عنه. قرأتُ عليها بطريق الحِجاز في اللَّجُون من عَمَل الكَرَك، وفي الحِجْر.

وهي زوجة الأمير جمال الدِّين آقوش الجُلُبّاني البَرِيديّ.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٢) ترجمتها في: معجم شيوخ الذهبي ١/ ٢٨١، وأعيان العصر ٢/ ٣٩٣، والدرر الكامنة ٢/ ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>