للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مُحمد بن سُلَيْم القَيْسي، السُّوَيْديُّ الأصْل، الدِّمشقيُّ، وصُلِّي عليه ظُهْر السَّبْت بجامع دمشق. ودُفِنَ بسَفْح قاسيون.

ومولدُه في سنة ثلاث وعِشْرين وست مئة بدمشق.

وكانَ من بقايا المُسْنِدين. قرأتُ عليه "مُسنَد الدّارميّ"، والمُنْتَخَب من "مُسنَد عَبْد بن حُمَيْد"، و"جزء أبي الجَهْم"، والثاني من "حديث المُخَلِّص"، و"المئة الشُّرَيْحية"، بسماعه لذلك من ابن اللَّتِّي، و"مُوطأ مالك" رواية يحيى بن بُكَيْر، بسماعه من مُكْرَم بن أبي الصَّقْر، وكانَ قد تفرَّد به بدمشق.

ورَوَى لنا أيضًا عن السَّخاوي، والقاضي شَمْس الدِّين يحيى ابن سَنِيّ الدَّولة، والمُحدِّث إسماعيل بن ظَفَر النّابُلُسيّ، والقاضي أبي نَصْر ابن الشِّيرازيّ، وجدّه مَكْتوم القَيْسي، والقاضي نَجْم الدِّين ابن راجح الشافعيِّ، وغيرِهم. وتَفرَّدَ ببعضِ مسموعاتِه وبعضِ شُيوخه. وخُرِّجت له "مشيخة" وحَدَّث بها غير مرّة.

وذَكَر لي أنه قرأ على الشَّيخ عَلَم الدِّين السَّخاوي، برواية أبي عَمْرو، وعاصم، وابن كثير. وماتَ الشَّيخُ ولم يُكْمِل السَّبْعة، وقرأ على جَدّ والدي الشَّيخ عَلَم الدِّين الأندلسيّ.

وكانَ فقيهًا بالمَدارس، ومُقْرئًا بالزُّوَيزانية. وذكرَ لي أنه كان صديقًا لجدّي أبي المَحَاسن يوسُف بن مُحمد البِرْزالي إمام مَسْجد فُلُوس، وأنَّهُ كان يُصلِّي خَلْفَه المغرب، ويُجالسه إلى العشاء. وحَجّ سنة إحدى عَشْرة وسبع مئة، وحَدَّثَ بالحَرَمين وبطريق الحِجاز. وانتفعَ النّاسُ به. وكانَ حَسَنَ الخُلُق، سَهْلًا في التَّسْمِيع، مُحبًّا للطَّلَبة.

جلسَ لنا يومًا بالقَيْمُرية من بُكْرةٍ إلى العَصْر، فقرأتُ عليه فيه "المُنْتَخب من مُسنَد عبد بن حُمَيد"، وكانت له هِمّة مع كِبَر السّنّ، يُصَيِّف في البُستان، ويحضر إلى الجُمُعة ويُبَكِّر إليها، ويَجْلس بعدها إلى العَصْر في الجامع.

<<  <  ج: ص:  >  >>