وكانَ رَجُلًا فاضلًا في أنواع من العِلْم، وجاورَ بمكّةَ والمدينة مدّة، وسَمِعَ بالمَغْرب "الموطأ" من أبي محمد بن هارون، وسَمِعَ بالحجاز من جماعة، وشرح "الجُمَل" للزَّجّاجي، وله نَظْمٌ كثيرٌ، من ذلك أكثر من ألفَي بيت في المديح النبويّ.
ومولدُه في سنة إحدى وسبعين وست مئة بأحواز غَرْناطة.
كتبتُ عنه من نَظْمه وسمعتُ بقراءته.
٣٧٩٠ - وفي يوم الأربعاء التاسع صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ الأصيلُ مُحيي الدِّين أبو الحَسَن عليُّ (١) ابنُ الشَّيخ العَدْل الكبير فَخْر الدِّين أبي الثَّناء محمود بنِ عبد اللطيف بنِ مُحمد بن سيما بن عامر بن إبراهيم بن سالم السُّلَمِيُّ الدِّمشقيُّ، بقرية البلاط من غُوطة دمشق، ودُفِنَ يوم الخَمِيس بمقابر باب الصَّغير ظاهر دمشق.
ومولدُه ليلة الخَمِيس ثامن عَشَر شَعْبان سنة إحدى وثلاثين وست مئة بمحلّة القصّاعين بدمشق.
أُحضِرَ على والده وهو في السنة الثالثة من عُمُره، وسَمِعَ بنفسه وهو كبير من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليُسْر، وجماعة. وأجازَ له من دمشق أبو نَصْر ابن الشِّيرازيّ، والإرْبِليُّ، ومُكْرَم، وابن المُقَيَّر، وكريمة، ومن ديار مصر أبو الخطّاب ابن دِحْية، وأبو القاسم ابنُ الصَّفْراويِّ، ومُرتَضَى بن حاتم، وجماعة. وكانَ رَجُلًا صالحًا، متعفِّفًا، مُنقطعًا عن النّاس، وخالطَ الفُقراء، وكانَ كثيرَ الخُشوع والرقّة.
وهو من بَيْت العدالة والأمانة؛ وَلِيَ أبوه الحِسْبة بدمشق، وماتَ وهو صغير، وكانت وفاتُه في شَوّال سنة أربع وثلاثين وست مئة، رحمهما الله تعالى.
(١) ترجمته في: ذيل العبر، ص ٨٣، ومعجم شيوخ الذهبي ٢/ ٥٤، والدرر الكامنة ٤/ ١٥٠، وذكره الذهبي فيمن توفي سنة ٧١٥ هـ، في ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٣٩.