أبي جَرَادة، المَعْروف بابن العَدِيم، بحلب، وصَلَّى عليه القاضي كمال الدِّين ابنُ العَدِيم الحنفيُّ، ثم صَلَّى عليه مرةً ثانية عند التُّربة القاضي زَيْنُ الدِّين الشَّافعيُّ قاضي القُضاة بحَلَب، ودُفِنَ في اليوم المَذْكور بتُربة مواليه خارج باب النَّيْرَب ظاهرَ حَلَب المَحْروسة جوار سَيِّدة بنت الصَّاحب كمال الدِّين ابن العَدِيم، رحمهم الله.
كتب إليّ بذلك زَيْن الدِّين ابن حَبيب.
وكان قد قارب التِّسعين من العُمُر، وانفردَ برواية "جُزء البانياسيّ"، عن الكاشْغَري، وبرواية الأول والثاني من "فوائد العِيْسَويّ"، عن ابن الخازن، وبرواية "مَشْيخة ابن شاذان" الكُبرى، عن ابن قُمَيْرة. وسَمِعَ "كتاب المُصافحة" للبَرْقاني، على ابن النّخّال، و"جُزء التَّرْقُفي" على مَوْهوب ابن الجواليقيّ، والأول الكبير من "حديث ابن السَّمّاك"، على صالح ابن الشَّيْبي، و"جزء الحَفّار" على هبة الله ابن الدَّوّامي، وغير ذلك، وحَدّث بذلك، وقصدَهُ الطلبة ورَحَلُوا إليه.
قدِمَ علينا دمشقَ جافلًا في سنة تسعٍ وتسعين وست مئة، وقرأتُ عليه "جُزء البانياسيّ"، و"جُزء الحفّار"، والأول والثاني من "حديث العِيْسوي"، وكنتُ قرأتُ عليه قبل ذلك "جُزء البانياسيّ" بحَلَب في سنة خَمْسٍ وثمانين وست مئة.
٣٦٣٨ - وفي ليلة الثُّلاثاء السّادس عَشَر من ذي القَعْدة تُوفِّي الفقيهُ الخَطيبُ تاجُ الدِّين أبو مُحمد عبد الرَّحمن (١) بنُ مُرَجَّى بن مُكَنَّى خَطيب قرية تلتياثا، بها، ودُفِنَ من الغد بمقابر القَرْية المَذْكورة.
وكانَ فقيهًا بالمَدْرسة الشّامية وغيرها من المَدَارس.