للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان شيخًا مُباركًا، حَسَنَ السَّمْت من مشايخ الصَّالحية المَعْروفين، وعنده فقهٌ، وله اشتغالٌ بالعلم، ويحفظُ كثيرًا من الأحاديث والرَّقائِق، وكانَ يُثابر على فِعْل الخَيْرات ويعودُ المَرْضى وَيسْعَى في تجهيزِهم وتكفينِهم بعد الموت، ويحضرُ الجنائز، ويلقّن الأموات بعد الدَّفْن، ويَدْعو عَقِيب القُرآن في المجالس العامة، ويكتبُ الصَّدَاقات، ويعقدُ عُقودَ الأنْكِحة، ويقضي حوائجَ النّاس، ويأمرُ بالمعروف ويَنْهى عن المُنْكَر، ويدخلُ على الأمراء ويتكلَّم معهم فيما يَنْفعهم. وَولِيَ مشيخة الحَديث بدار الحَديث الأشرفية التي بالصَّالحية.

ورَوَى عن الحافظ ضياء الدِّين المَقْدسي حُضورًا، وعن خَطيب مَرْدا، والشَّرف المُرْسي، وإسماعيل العِراقيّ، وابن سَعْد، وإبراهيم بن خليل، والأخوين: مُحمد، وعبد الحميد ابنَي عبد الهادي وغيرِهم.

٣٦٣٤ - وفي يوم الاثنين الرابع والعِشْرين من شَوَّال تُوفِّي أبو بكر البالسِيُّ (١) التّاجرُ.

وكان رَجُلًا جيِّدًا، يُخالطُ الأُمراء والرُّؤساء، ويقضِي حوائجَهُم. ودُفِنَ بباب الصَّغير وحضرَهُ جماعةٌ، منهم الشَّيخُ مُحمدُ بن قوام، والشَّيخُ كمالُ الدِّين ابن الزَّمَلُكانيّ، والأميرُ زَيْنُ الدِّين كَتْبُغا الحاجبُ.

٣٦٣٥ - وفي اليوم المَذْكور تُوفِّي الشَّيخُ الصَّالحُ صَفِيُّ الدِّين أبو العلاء سُليمانُ (٢) بنُ موسى بن أبي العلاء المُسْلِمانيُّ الصُّوفيُّ الكاتب، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية، وحضرَهُ شيخُ الشُّيوخ وجماعة الصُّوفية.

وكان رَجُلًا جيِّدًا، أسْلَم وحَسُنَ إسلامُه، وأقامَ عند الصُّوفية مدّة سنين، وكان يباشرُ شيئًا من وَقْفهم ويَعْمل الحِسَاب مع العامل لمعرفته بذلك، فإنه


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٢) ترجمته في: أعيان العصر ٢/ ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>