للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان شيخًا مُخالطًا للفقراء طول عُمُره، وحضرَ الغَزَوات الظاهرية مع المَشايخ.

وسَمِعَ من المُرْسِيّ حُضُورًا، ومن خَطِيب مَرْدا، والبَكْري، وابن سَعْد، ومُحمد بن عبد الهادي، وعبد الله ابن الخُشُوعيّ، وابن عبد الدّائم، وجماعة.

وله إجازةُ بعض أصحاب السِّلَفيّ وشُهْدَة.

ومولدُه في سنة أربع وأربعين وست مئة في أوائلها. ولمّا ماتَ عَمُّ والده الحافظ ضياء الدِّين مُحمد كان هو حَمْلًا في بَطْن أمِّه.

٣٥٨٥ - وفي يوم السَّبْت حادي عَشَر شَهْر ربيع الأول تُوفِّي شَمْس الدِّين مُحمدُ (١) بنُ عُثمان بن حَمْدان التَّغْلِبيُّ، المَعْروف بابن البيّاعة.

وكانَ شاعرًا، فاضِلًا، مؤرِّخًا، وله مَدْح في الأميرِ عَلَم الدِّين الدَّواداريّ، وغيره من أرباب الولايات، وكان مُشِدّ الرَّقِيق، ويَخْدم في الجهات السُّلْطانية.

ومن شِعره:

نَعم غرامي بنَجْدٍ فوق ما زعموا … أفْنَى ويَبْقَى وهذا بعضُ ما عَلِموا

حَدِّثْ، فَدَيْتُكَ، عن ذاكَ الحِمَى وأعِدْ … ففي حديثك ما يُشْفَى به الألمُ

ليسَ الحِمَى غير قَلْبي بالذين به … ففيه نارُهم بالشَّوْقِ تَضْطَرِمُ

بانُوا فبان الغَضَا ذاوٍ ومَنْهَلُهُ … غَوْرٌ وأنوارُهُ من بعدهم ظُلَمُ

خيَّمْتَ يا وَجْدُ في قَلْبي لفَقْدهم … فلا رأت وَحْشةً من أهلِها الخِيَمُ

ولا تغيَّرَ واديهمْ ولا أفَلَتْ … بُدورُهُ وسَقَتْ أكنافَهُ الدِّيَمُ

فالقَلْبُ في حُرَقٍ والطَّرْف في غرقٍ … والصَّبرُ مُنْثَلمٌ والدَّمْعُ مُنْسَجِمُ


(١) ترجمته في: أعيان العصر ٤/ ٥٧٠، والدرر الكامنة ٥/ ٢٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>