للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان شيخًا صالحًا، مُباركًا، من أصحاب الشَّيخ الفقيه مُحمد اليونينيّ، صَحِبه كثيرًا، واشتغلَ عليه بالفقه، وكان كثيرَ الصَّلاة والصِّيامِ، يبدأ من لَقِيَ بالسَّلام، يحبُّ الإصلاحَ بينَ النّاس، ويُعلِّم من أمكنَهُ أمرَ الدِّين، فقيرَ النَّفْس، لم يشتغل بشيءٍ من أسبابِ الدُّنيا ومكاسبها.

مولدُه في سنة إحدى وثلاثين وست مئة ببَعْلَبَك.

وكان إمامَ مسجد مطاعن، وهو بسوق جَفْنة.

سَمِعَ من سُليمان الإسْعِرديّ، وأبي سُليمان ابن الحافظ عبد الغني، ومُحمد بن إسماعيل خطيب مَرْدا. وأجازَ له ابنُ اللَّتِّيّ، وابن بَهْروز، ونَصْر بن عبد الرَّزاق، والأنجب الحَمّاميُّ، وابن رُوْزْبة، وابن القُبَّيطيِّ، والكاشْغَريُّ وابنُ الخازن، وغيرهم.

وأضرَّ في آخر عُمُره، وثَقُلَ سَمْعُه، وشُقّ السماعُ عليه. سَمِعْنا منه بدمشقَ وبَعْلَبَك.

٣٥٢٤ - وتُوفِّي الفقيهُ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ (١) بنُ محمود بن مَنْصور الخيّاطُ، النَّقِيبُ بالتُّربة الأشرفية، والسّاكنُ بدُوَيْرة حَمْد، في يوم الاثنين السّادس والعِشْرين من صَفَر، ودُفِنَ من يومه بمقابر باب الصَّغير.

وكانَ قَدِمَ من الحجّ ومرضَ أول قُدُومه قبل دخوله الحَمّام، فبقيَ دونَ الشَّهر وماتَ، تقبَّل اللهُ حجّة وعَوّضَهُ بالجنّة.

كانَ حفظ "التَّنْبيه"، واشتغلَ، وتزوَّج بنتُ شَمْس الدِّين إمام الحنابلة، وماتت عندَهُ، ثم تزوَّج بنتَ شَمْس الدِّين ابن شِبْل المالكيّ، وحَصّل جهات. وكانَ صاحب سَعْيٍ واجتهاد.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>