للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الإرْبِليُّ، بمقصورة الحَلَبيِّين، بجامع دمشق، وصُلِّي عليه ظُهْر السَّبْت بالجامع المَذْكور، واجتمعَ الخَلْقُ لحضور الجنازة، وحُمِلَ إلى مقبُرة الصُّوفية فدُفِنَ بها عند ضريح الشَّيخ مُحمد الجَرْديكيّ (١)، وكانت جنازته من الجنائز المَذْكورة التي يقلّ وجودُ مثلها، حضرَها القُضاةُ والعُلماءُ والأُمراءُ والصُّدُورُ والكُتّابُ والمشايخُ والفُقراءُ وعامّةُ النّاس.

وكانَ شيخًا مُباركًا، صالحًا، كثيرَ الخَيْر، مواظبًا على العبادة وإيصال الرّاحة إلى الفُقراء، خَدَمَ المَشايخَ طول عُمُره، وخَرجَ من بَلَدِه إرْبِل صَبِيًّا، ونَشأ بحَلَب، ثم دَخلَ القاهرة وأقامَ بها مدّةً، ثم عادَ إلى دمشقَ واستمرَّ بها إلى أن ماتَ.

ومولدُه تقريبًا سنة أربع وعِشْرين وست مئة بإرْبِل.

رَوَى الحَديثَ عن الرَّشيد العَطّار، وعبد الغني بن بَنِين، والصّائن بن النَّعّال، وعُثمان بن مكي الشّارعيِّ، والنَّجِيب عبد اللطيف، وابن عبد الدّائم، وأبي بكر بن عليّ بن مَكارم، وابن عَزّون، وابن زُوَيْن، وابنَي ابن حَدِيد، وعُثمان بن عَوْف، وغيرِهم.

وحَدَّثَ بدمشق، وبيت المَقْدس، والقاهرة. وخَرَّج له شيخُه ابنُ الظاهري "مشيخةً" عن أربعين شَيْخًا، وقُرِئت عليه غير مرّة. وممّن حَضَرَ قراءتها عليه شيخُنا تاج الدِّين، وأخوه، وقاضي القُضاة نَجْم الدِّين، وقاضي القُضاة شَمْس الدِّين ابن الحَرِيريّ.

٣٤٦٦ - وفي الثامن والعِشْرين من رَجَب تُوفِّي بالقاهرة الشَّيخُ الفَقيرُ العُرْيان (٢).


(١) هو الشيخ محمد بن عبد الله الجرديكي الحلبي الزاهد المتقدمة ترجمته في وفيات سنة ٦٨٢ هـ.
(٢) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>