للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك سافرَ قاضي القُضاة صَدْرُ الدِّين الحَنَفيُّ، والخطيبُ جلالُ الدِّين، والشَّيخُ كمالُ الدِّين ابن الزَّمَلُكانيّ والموقِّعون، وديوان الجَيْش، والخِزانة صُحْبة السُّلطان إلى الدِّيار المِصْرية (١).

وتَوجَّه الأميرُ سَيْفُ الدِّين أقْجَبا المُشِدّ، وجمال الدِّين الرَّحَبيُّ والي المَدِينة لتوديع السُّلْطان، فغابا ليلةً واحدةً عن البَلَد ورَجَعا.

فلمّا وَصلَ الرَّحَبيُّ ودَخلَ البَلَد هو وجماعتُهُ أدركَهُ شَرَفُ الدِّين قَيْران ابنُ الرُّسْتُمِي متولِّيًا موضعه، فباشرَ بدارِ والدِه داخلَ باب السَّلامة. وأسرعَ الرَّحَبيُّ في التجهُّز والرُّجوع إلى العَسْكر، فغابَ أيامًا ورجعَ متولِّيًا على ما كانَ عليه في يوم الثُّلاثاء الثّالث والعِشْرين من رَمَضان، فكانت ولاية ابن الرُّسْتُمي نحوًا من عَشَرة أيام، وفَرِحَ النّاسُ بإعادةِ جمال الدِّين الرَّحَبيّ، وأوقدُوا الشَّمْع بين يديه نهارًا.

• - وفي ليلةِ الثُّلاثاء المَذْكور وَصلَ الخبرُ بوصول الأميرِ سَيْف الدِّين بهادُر آص إلى السُّلْطان بغَزّة، وأنّ وصولَهُ كان يوم السَّبْت العِشْرين من الشَّهْر، وأنَّ دخولَ السُّلْطان غزّةَ كان يوم الجُمُعة تاسع عَشَر رَمَضان، وكان يومًا مَشْهودًا، وأنَّ الأُمراء وصَلُوا إليه، وأخبروه بخَلْع الملك المُظَفَّر بَيْبَرس الجاشْنَكير نفسَهُ عن المُلْك، وأنَّ الأُمراء والمقدَّمين تواصلُوا إلى السُّلْطان طائفةً بعد طائفةٍ، وفيهم مَن كانَ جُرِّد من القاهرة، فحضروا كلُّهم مطيعين، وطُلِبَ من السُّلْطان للجاشْنَكير موضعٌ يأوي إليه هو وجماعتُه (٢).

• - ثمّ تواصلَت كُتُب الجماعة إلى دمشقَ بذلك جميعِه، كتاب قاضي القُضاة، وكتاب الشَّيخ كمال الدِّين، وكتاب الصَّدْر علاء الدِّين ابن غانِم.


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٥٦، والبداية والنهاية ١٦/ ٧٣، والنهج السديد ٣/ ٦٦٣.
(٢) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٥٦، والبداية والنهاية ١٦/ ٧٣، والنهج السديد ٣/ ٦٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>