للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولا يُتَصَوَّر قتالُهم للمصريين بوجهٍ من الوُجوه. ثم تَوجَّه بُكْرة الاثنين الأمير سَيْفُ الدِّين بهادُر آص إليه بمثل ذلك فرجعا إلى دمشقَ ليلة الثُّلاثاء، وأخبرا أنَّ السُّلطانَ الملكَ النّاصرَ لم يُوجد في المَنْزلة التي كانَ نازلًا بها، وأنه رجعَ إلى الكَرَك ودخَلَها ولم يُمكِّنْه أصحابه من الدُّخول حتى حَلَفَ لهم أنه يَخْرج سريعًا ويتمّم هذا الأمر.

وأصبحَ النّاسُ بدمشقَ يوم الثُّلاثاء خامس رَجَب وعندهم سُكُون بسبب عوده إلى الكَرَك، ونقلَ نائبُ السَّلْطنة إلى القَصْر بعضَ ما كانَ دخلَ به إلى البَلَد، وكذلكَ غيرُه من الأُمراء، وتبعهم العوامّ أيضًا في ذلك (١).

ونُقلت في هذه الأيام غِرارة القَمْح من الصّالحية بأربعة دَراهم، ومن المِزّة بخمسة وتعب النّاسُ.

• - وفي يوم الاثنين حادي عَشَر رَجَب طيفَ بمَحْمَل الحاج ورَكِبَ النّاسُ معه على العادة، وعُيِّنَ أمير الحاجّ الأمير سَيْف الدِّين أقْجَبا المنصوريّ. ولما حَضَر وَقْت سفَر الحاجّ امتنعَ الأميرُ سيفُ الدِّين أقْجَبا من التَّوجه وكان هو المُشِدّ، ومنعَ السَّبيل، والمَحْمل بسبب تَغَيُّر السَّلْطنة.

٣٢٥٥ - وبَلَغَنا وفاةِ التاجّ ابن سَعِيد الدَّولة المُسْلِمانيِّ (٢)، مشيرِ الدَّولة بالقاهرة، وكانَ موته ليلة السَّبْت ثاني رَجَب، ودُفِنَ من الغَد.

وكانَ مُتمكِّنًا في الدَّولة، وله مكانةٌ عند السُّلطان المَلِك المظفَّر قبل سَلْطنته وبعدها، وكانَ من أصحاب الشَّيخ نَصْر المَنْبِجيّ، وعُرِضَت عليه الوزارة مرّة فالتجأ إلى زاوية الشَّيخ نَصْر، وامتنعَ من ذلك، ولهذا كانت حُرْمتُه


(١) الخبر في: ذيل العبر، ص ٤٥ - ٤٦، والوافي بالوفيات ٤/ ٣٦٥، والبداية والنهاية ١٦/ ٧١، والسلوك ٢/ ٤٣٤.
(٢) ترجمته في: نهاية الأرب ٣٣/ ٥٠، وأعيان العصر ٢/ ١٠٢، والبداية والنهاية ١٦/ ٨٠، والسلوك ٢/ ٤٣٥، والدرر الكامنة ٢/ ٥٩، والنجوم الزاهرة ٨/ ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>